وكالات سيارات تتنافس بعروض «نهاية العام» لتنشيط المبيعات
مستهلكون: «الفائدة الصفرية» تستحوذ على الحصة الكبرى.. وتراجع التخفيضات السعرية
المصدر: أحمد الشربيني – دبي
طرحت شركات ووكالات سيارات، خلال الفترة الأخيرة، عروضاً موسّعة لموسم نهاية العام في القطاع، أبرزها منح المشترين نسبة «فائدة صفرية» على تمويل شراء المركبات، لفترات تراوح معظمها بين عامين وثلاثة أعوام، إضافة إلى عروض على تمديد الضمان والصيانة لعامين، أو التسجيل والتظليل مجاناً.
وقال مستهلكون لـ«الإمارات اليوم» إن عروض موسم نهاية العام الجاري شهدت توسعاً وتركيزاً بمعدلات أكبر على عروض «الفائدة الصفرية» التي استحوذت على الحصص الكبرى من تلك العروض، بدلاً من عروض التخفيضات السعرية والصيانة والتأمين التي تراجعت، مقارنة بعروض نهاية العام الماضي.
بدورهم، أفاد مسؤولون ومختصون في قطاع تجارة وتوريد السيارات بأن العروض تعتمد على سياسات الشركات والوكالات التسويقية، التي يعتبر بعضها «الفائدة الصفرية» بديلاً مناسباً للتخفيضات المباشرة، لافتين إلى أن الوكالات تُنوّع عروضها في محاولة لرفع مبيعاتها، وتصريف طرز العام الماضي من السيارات قبل نهاية العام.
وتفصيلاً، قال المستهلك طارق أشرف: «طرح العديد من وكالات السيارات عروضاً ترويجية خلال الفترة الأخيرة من موسم نهاية العام، بهدف بيع طرز سيارات العام الجاري، لاسيما مع طرح العديد من الشركات طرزاً جديدة»، لافتاً إلى أن «الفرق بين عروض نهاية العام الحالية، وعروض الفترة المماثلة من العام الماضي، هي زيادة عروض (الفائدة الصفرية) للتمويلات، لفترات تراوح بين عامين وثلاثة أعوام، مقارنة بعروض التخفيضات السعرية والتأمين المجاني، والصيانة لفترات طويلة التي كانت أكثر انتشاراً خلال العام الماضي».
من جانبه، اعتبر المستهلك محمد عادل عروض وكالات السيارات المطروحة أخيراً مفيدة، لكن معظمها يشترك في التوسّع في عروض الفائدة الصفرية، التي لا تغني عن عروض التخفيضات السعرية، خصوصاً أن الطرز المعروضة للبيع من موديلات العام الجاري، ستصبح قديمة مع نهاية العام، وفقاً لقواعد السوق».
وفي السياق نفسه، قال المستهلك يوسف سمير: «تختلف عروض موسم نهاية العام المطروحة من شركات ووكالات السيارات، بشكل كبير عن العام الماضي، وذلك مع تراجع عروض التأمين والتخفيضات السعرية، أو عقود الصيانة التي كانت تقدّمها الوكالات لفترات تصل إلى أربعة أو خمسة أعوام، وذلك مقابل انتشار عروض مثل (الفائدة الصفرية) على التمويل، والصيانة لعامين فقط».
أما المستهلك أحمد ماهر فرأى أن «وكالات السيارات تطرح العروض التي تركز على مصالحها، ولا تكلّفها مبالغ كبيرة من قبيل الترويج لتصريف موديلات أو طرز لديها قبل نهاية العام»، لافتاً إلى أن «العديد من المستهلكين يؤجلون قرارات شراء السيارات إلى فترات تشهد عروضاً محفّزة، مثل عروض موسم نهاية العام».
وأضاف أن عروض «الفائدة الصفرية» وحدها لا تكفي، خصوصاً أن معظم تلك العروض يشمل عامين أو ثلاثة فقط من التمويل، وبعضها يشترط الحصول على تكاليف إضافية يتم تحميلها على سعر السيارة، مثل التظليل والتأمين، وخدمات الصيانة الأخرى، ما يعود بفوائد مالية للوكالات من تلك العروض.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة عبدالواحد الرستماني للسيارات، ميشيل عياط، إن «أسواق السيارات في الدولة تشهد حالياً مظاهر تنافسية كبيرة، تواكب نمو الطلب من المتعاملين بمعدلات تتجاوز مثيلاتها خلال العام الماضي، وهو ما حفز الوكالات على المنافسة لرفع حصصها السوقية من المبيعات».
من جانبه، قال رئيس «هيونداي وجينيسيس الإمارات»، سليمان الزبن، إن «العروض الترويجية التنافسية بين الوكالات تعتمد بشكل أساسي على السياسات التسويقية المختلفة لكل وكالة، التي تحدّد أشكالاً ومستويات العروض المطروحة»، لافتاً إلى أن «نشاط الأسواق وارتفاع التنافسية الإيجابية في الأسواق، يحفزان بشكل مستمر على طرح عروض ترويجية متنوعة من الوكالات خلال فترات مختلفة».
بدوره، قال مسؤول تنفيذي المبيعات الأول في إحدى وكالات السيارات، محمد مصطفى: «تعتمد العروض المطروحة في الأسواق على عاملين، الأول السياسات التسويقية التي تتبعها كل وكالة، والثاني حجم الطلب لديها على موديلات السيارات المختلفة، فبعض الوكالات لا تحتاج إلى التوسع في طرح عروض، وبعضها الآخر يمتنع عن طرح عروض في ظل الإقبال الكبير على السيارات لديه».
وأضاف: «(النسبة الصفرية) في تمويل شراء السيارات التي تتم باتفاقات بين البنوك والوكالات وتتحمل كلفتها الأخيرة، تعد تخفيضاً من قيمة السيارة لكن بطريقة غير مباشرة، من خلال إعفاء المستهلك من قيمة فائدة التمويل التي يحصل عليها البنك عند تمويل السيارة لشرائها»، من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة «نيو أوتو» لتجارة وتوريد السيارات، بلال نصر، إن «انتشار العروض بشكل لافت في الأسواق خلال الفترات الأخيرة، يرجع بشكل رئيس إلى زيادة التنافسية بمعدلات كبيرة»، لافتاً إلى أن «نوعية العروض المطروحة تعتمد على سياسة كل شركة في طرح العروض بما يتناسب مع سياساتها التسويقية».