سالم الكعبي مواطن يتحدى الإعاقة بدراسة القانون

المصدر: الشارقة ـ عصام الدين عوض

كثير من أصحاب الهمم لم تمنعهم الإعاقة من النبوغ والتفوق وتحدي واقعهم وكسبوا الرهان وكتبوا قصة نجاح وتربعوا على قمم المجد.

ولم تمنعهم ظروفهم الخاصة من أن يكونوا نداً لغيرهم في التعليم والعمل وتحقيق أعلى الطموحات، فرفضوا الاستسلام واستطاعوا بإرادتهم القوية أن يهزموا المستحيل، ومن هؤلاء المواطن سالم صوايح الكعبي، الذي تحدى إعاقة البصر التي لازمته منذ الصغر، فتخصص في القانون وتخرج بدرجة البكالوريوس من جامعة عجمان في 2022، ويطمح بمواصلة الدراسة إلى أن ينال الدكتوراه في مجال تخصصه.

ويروي الكعبي لـ”البيان” أنه تحدى الصعاب التي واجهته في الدراسة بالصبر والجلد، فالتحق بثانوية الراشدية بعجمان سنة 1995، ثم عاد لإكمال الدراسة الثانوية في ذات المدرسة بعد انقطاع عن الدراسة دام 20 عاماً، فحقق نسبة نجاح 82 % أهلته لدراسة القانون بجامعة عجمان.

ويرى أن أسرته كان لها الفضل الكبير في تميزه الدراسي والاستمرار فيها من خلال تسجيل المحاضرات الدراسية، خصوصاً بعد إصابته بكسر في الساق ما حرمه من الذهاب إلى الجامعة لمتابعة المحاضرات، إضافة إلى اختيار المواد التي تتناسب وقدراته.

كما أن إدارة جامعة عجمان تهتم بأصحاب الهمم، فوفرت كافة المعينات لتلك الفئة من الطلبة، منها غرف خاصة مزودة بحواسيب ناطقة، الأمر الذي ساعدهم في إكمال دراستهم الجامعية بنجاح.

موظف

وبين أنه لم يستسلم لإعاقة البصر، فيمارس أعماله وهواياته بشكل طبيعي، ويعمل حالياً موظفاً بمجموعة وصل للعقارات بدبي.

والتي قدمت له الدعم من خلال تمكينه من حضور المحاضرات حتى أكمل دراسته الجامعية، مدللاً على أن ذوي الهمم لديهم من العزيمة والإصرار ما يحققون به أحلامهم، بعيداً عن بكاء الحال، فهم لا يقفون عند هذا الحد، وإنما يسعون ويعملون، والأهم من هذا كله يبدعون وبشكل رائع، وينتجون بطريقة تجعلك تبتسم وتفرح وفي الوقت نفسه تبكي على نفسك لعدم إبداعك أو صنع شيء مهم تفيد به نفسك وغيرك.

تعزيز

وأضاف الكعبي أن الدولة تعمل على تعزيز وتأمين حقوق أصحاب الهمم، وإمكانية حصولهم على نفس الفرص التعليمية المتوفرة للطلبة الآخرين من غير أصحاب الهمم، بالإضافة إلى توفير معلمين متخصصين في غاية المهارات السلوكية التي تمنحهم الكفاءة لتدريسهم والعناية بهم، وتقدم لهم كافة الخدمات والتقنيات المساعدة.

كما أن الثقة التي منحتها لهم القيادة الرشيدة للدولة وضعوها نصب أعينهم، كما جعلتهم يشعرون بأنهم أهل لتلك الثقة والمسؤولية، كما أنها تضعهم أمام تحد للوصول إلى أعالي القمم التي تسطع كنجوم في سماء الفخر والاعتزاز.