حياتنا

الإماراتي راشد الرحماني.. وحلم «كوميكس» عربي بديل للجيل الجديد

  • المصدر: ديانا أيوب – دبي

بأحلام كبيرة تتمنى تقديم البديل الذي يتناسب مع القيم العربية ومجتمعات المنطقة، وبتفاصيل إنسانية، يواصل الإماراتي راشد الرحماني، رحلته في عالم الكرتون والرسوم المصورة من خلال «عرب كوميكس» التي أسّسها، مقدماً طيفاً كبيراً من الشخصيات الخيالية التي تسعى إلى إبراز الثقافة العربية بمعايير عالمية، وتتوجه الى فئات عمرية متباينة، وكذلك شخصية «جوهرة» التي ترسم الابتسامة على وجه صغيرة تعاني مرض تصلب العضلات.

لم تمنع قلة الإنتاج، وكذلك ندرة الرسامين المحليين في هذا الميدان الإبداعي، الرحماني من دخول هذا العالم والإصرار على مواصلة المشوار رغم التحديات، إذ حاول تذليلها بالتعاون مع مجموعة من الرسامين العالميين، ليقدم محتوى مميزاً في صفحات وكذلك على الشاشة، كما أكد في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، مستعيداً حكاية البدايات، وتحديداً من عام 2016 الذي شهد إطلاق «عرب كوميكس».

وأوضح أن الدافع كان – ومازال – أن يكون لنا نحن العرب بصمتنا في عالم الرسوم المصورة، خصوصاً أن الغرب لديه رافد ثقافي أرسى قواعده. وأضاف «قررنا أن ننافس في هذا المجال، وأن يكون لنا إنتاجنا الخاص، إذ إن متابعي (الكوميكس) يصل عددهم حول العالم إلى ما يقدر بنحو ثلاثة مليارات شخص، ولذا نعمل على تقديم الثقافة العربية وفق معايير عالمية، لإبراز أجمل سماتنا للعالم أجمع، ولهذا تحمل قصصنا حركة ومغامرات وخيالاً علمياً، بدلاً من الدراما التي طالما ميزت الإنتاج العربي».

أفكار متميزة

وأشار الرحماني إلى بدء شركتهم بإنتاج رسوم متحركة تتميز حلقاتها بالأفكار المتميزة، علاوة على تصميم رسوم وكتب لأعمار مختلفة، وكلها مبنية على مجموعة من الشخصيات المصممة على نحو خاص في مسلسلات ستعرض قريباً، إذ سيتم إنتاج 15 حلقة في المرحلة الأولى، ومن الممكن 30 حلقة في مرحلة لاحقة، لافتاً إلى أن ابتكار الشخصيات لا يعتمد على الخيال بشكل دائم.

وحول المشروعات التي ترتبط بدبي تحديداً، نوه الرحماني بتنفيذه مشروعاً يرتبط بالإمارة، وهو «تحدي دبي سباق الأجيال» الذي يتحدث عن المدينة التي تتحدى نفسها، وكيف أصبحت اليوم من أقوى المدن في العالم. وقال: «هذا العمل بمثابة هدية لدبي، ويوضح كل تطورها في 60 ثانية، فالفيديو يستعرض سباقاً في مدرسة بين شخصين من أعمار مختلفة، والتحديات الموجودة في الأحداث تبرز الإصرار والعزيمة للوصول. أما بمناسبة اليوم الوطني، فعملنا على إنتاج عمل حمل عنوان (المشي على القمر)، ومجموعة أخرى من البرامج والمسلسلات».

تحديات

التحديات التي تواجه عالم الكوميكس متنوعة، ومنها بحسب الرحماني، الثقافات التي تنهمر على الجيل الجديد من خلال الرسوم المصورة والشخصيات التي يتم إنتاجها، مشدداً على أنه «لا يمكن منع هذا الجيل من مشاهدة المحتوى الذي لا يشبه ثقافتنا، دون أن نقدم له البديل وفق الأجندة التي تحمل ثقافتنا. ولكل شخص دوره في المجتمع، إذ إن الشخصيات كثيرة، ولذا لابد من الانتباه، وبشكل كبير لكل ما يعرض، وإتاحة رديف أكثر ملاءمة للمجتمع».

وتابع الحديث حول الشخصيات التي أبدعتها شركته ويتوقع لها أن تصبح عالمية: «أتوقع وصول شخصيات (هادف) و(شرار) و(سارة) للنجومية، لأن ما يميزها هي أن المبدع الذي أنجزها هو نفسه من رسم شخصيات عالمية معروفة، فالرسام الذي يقدم شخصيات ناجحة يسهم وبشكل كبير في نجاح شخصياته في وقت لاحق».

وحول تطور هذا المجال، رأى أن هذه المهنة تحتاج إلى مزيد من الدعم، لاسيما الحكومي، أو الدخول بشراكات كبيرة على المستوى العربي، ما يسهم في تطوير هذا الميدان وفي تسريع خطوات التطور والتغيير، لافتاً إلى وجود شراكات حكومية تدعم الإنتاج وتسوّق له.


الاستعانة بالخارج

أكّد مؤسس «عرب كوميكس»، راشد الرحماني، أن الرسامين المتخصصين في الرسوم المصورة والشخصيات قليلون في المنطقة، وأن الموجودين يعملون في نطاق ضيق ومحدود، ولذا لجأ الى الاستعانة برسامين من الخارج، مستدركاً بأن رسامي الكوميكس في دول الخليج متوافرون، بينما لـ«الإنيمي» يتجه للغرب.

شخصيات لـ«عرب كوميكس» يتوقع لها الرحماني نجومية ومنافسة عالمية، وهي: «هادف» و«شرار» و«سارة».

مؤسّس «عرب كوميكس»:

«قررنا أن ننافس في هذا المجال، وأن يكون لنا إنتاجنا الخاص، ولذا نعمل على تقديم الثقافة العربية وفق معايير عالمية».

«الثقافات التي تنهمر على الجيل الجديد، من خلال الرسوم المصورة والشخصيات التي يتم إنتاجها، من أبرز التحديات».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى