أوهمها بأنه جراح أوروبي وأغراها بالزواج
محتال «رومانسي» يستولي على 900 ألف درهم من امرأة عربية
المصدر: محمد فودة – دبي
وقعت امرأة من جنسية عربية في شباك مجموعة من المحتالين (خمسة آسيويين وإفريقي)، استدرجوها عبر تطبيق «إنستغرام»، بعد أن أوهمها أحدهم بأنه طبيب جراح أوروبي، ثم وطد علاقته بها، وأوقعها عاطفياً في شباكه، ثم حظر رقمها بعد أن استولوا منها على مبلغ 900 ألف و183 درهماً، لتكتشف أنها ضحية عملية احتيال رومانسي ممنهجة، فحررت بلاغاً بالواقعة، وأحالتهم النيابة العامة في دبي إلى محكمة الجنح التي قضت بإدانتهم، وعاقبتهم بالحبس شهراً، وتغريمهم جزائياً بقيمة المبلغ، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم.
وتفصيلاً، أفادت المجني عليها بأن شخصاً أضافها عبر تطبيق «إنستغرام»، وعرّف عن نفسه بأنه طبيب جراح من دولة أوروبية، ثم تبادلا أرقام الاتصال، وتطورت العلاقة بينهما إلى أن أبدى رغبته في الزواج منها، وأخبرها بأنه يريد إرسال هدية لها، عبارة عن طرد يحتوي على حقائب وإكسسوارات.
وقالت المجني عليها في تحقيقات النيابة العامة، إن «المحب المحتال» أبلغها بأن مندوب شركة الشحن سيتواصل معها لتسليمها الهدية، وبعد تواصله معها، أفاد بأن عليها تحويل مبالغ مالية لاستلام الشحنة، وطلب منها تحويل الأموال على حسابات عدة، لافتة إلى أن إجمالي المبالغ التي قامت بتحويلها بلغت 900 ألف و183 درهماً.
ووجهت النيابة العامة إلى المتهمين الستة، تهمة حيازة أموال متحصلة من جريمة الاحتيال في ظروف تحمل على الاعتقاد بعدم مشروعية مصدرها، وهي مبالغ مالية تم الاستيلاء عليها من المُبلغة.
وبعد نظر الدعوى من قبل المحكمة الابتدائية، قضت حضورياً بحق أربعة متهمين، وغيابياً بحق متهمين بالحبس لمدة شهر، وتغريمهم بالتضامن 900 ألف و183 درهماً، قيمة المال محل الجريمة، وإبعادهم عن الدولة.
إلى ذلك لم يقبل ثلاثة من المتهمين بالحكم الصادر من المحكمة الابتدائية، وطعنوا عليه أمام محكمة الاستئناف، لكنهم لم يمثلوا أمامها خلال الجلسة المقررة لنظر الاستئناف، كما لم يحضر محاميهم، فيما طلبت النيابة العامة رفض الطعن المقدم من جانبهم.
وبعد نظر الطعن، انتهت محكمة الاستئناف في دبي إلى أنه استوفى اشتراطاته القانونية والشكلية كافة، وفيما يتعلق بموضوعه، أوضحت أن الحكم المستأنف، بيّن واقعة الدعوى بما تتوافر به جميع العناصر القانونية للجريمة المسندة إلى المتهمين المستأنفين، وأورد على ثبوتها بحقهم أدلة مستمدة مما اطمأنت إليه المحكمة من المجني عليها، واعتراف المتهم الثاني، وإقرار المتهمين الأول والثالث والرابع في تحقيقات النيابة العامة، وهي أدلة سائغة لها أصلها الثابت بالأوراق، ومن شأنها أن تؤدي إلى ما رتبه الحكم المستأنف عليها، ومن ثم فإن هذه المحكمة تحيل إلى أسباب الحكم المستأنف، وتتخذ منها أسباباً مكملة لأسباب حكمها.
وانتهت المحكمة إلى أن الحكم الابتدائي خلص صائباً إلى إدانة المتهمين المستأنفين، وأنزل بحقهم العقوبة المقررة وفقاً للقانون، ومن ثم فإنه جاء سديداً، ولم يأتِ الاستئناف المقدم من جانبهم بجديد ينال من الحكم الابتدائي، ومن ثم قضت بتأييده.
يذكر أن شرطة دبي حذرت من الوقوع في فخ هذا النوع من المحتالين، وكشف مدير إدارة مكافحة الجرائم بالإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائية، العميد سعيد الهاجري، أخيراً، لـ«الإمارات اليوم» عن انتشار نوع جديد من الاحتيال الإلكتروني، بمثابة هجين من أسلوبين شائعين، هما الاحتيال الاستثماري والاحتيال الرومانسي.
وقال الهاجري، إن هذا النمط الجديد يستهدف بشكل أساسي الضحايا الذين يعانون الوحدة والعزلة والفراغ العاطفي، فيدرس المحتال ضحيته جيداً عبر ما يُعرف بالهندسة الاجتماعية ثم يستدرج الضحية بطريقة رومانسية، وينتقل بعد فترة من الوقت إلى مرحلة تُعرف بـ«سلخ الجلد»، تتمثل في إغرائها بالاستثمار معها واستنزافها مادياً.
ومن أبرز الأنواع وأكثرها تدميراً خصوصاً من الجانب النفسي، هو الاحتيال الرومانسي، ويطلق عليه «سلخ الفرائس»، ويعتمد على استنزاف الضحية مادياً وعاطفياً حتى يتركها المجرم في حالة سيئة للغاية.
وأشار الهاجري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف سهلت لهؤلاء المحتالين استخدام ما يُعرف بـ«الهندسة الاجتماعية» للضحية، فأغلب روّاد هذه المنصات يعرضون كل تفاصيل حياتهم الشخصية عبر حساباتهم، فيدرس المحتال الضحية جيداً، ويحدد نقاط ضعفها ومن ثم يتلاعب بها بالتركيز على اهتماماتها، ثم يتلاعب بها عاطفياً، ويستولي على أموالها بعد أن يوهمها أنه وقع في مشكلة، فتبادر إلى مساعدته تعبيراً عن الحب، وتصطدم لاحقاً بحقيقته حين يهجرها وينتقل إلى غيرها.
• «استئناف» دبي أيدت إدانة 6 متهمين تورطوا في الجريمة.