التربية والتعليم

تباين في نسب إقبال الطلبة بعد العودة حضورياً

غياب متكرر تشهده بعض المدارس، بالتزامن مع الإجازات الرسمية المختلفة، سواء قبلها أو بعدها، وهو ما يؤثر في المسيرة التربوية للطلاب في مختلف المراحل الدراسية، كما يفقد الطلاب حماستهم للدراسة واحترامهم للأنظمة واللوائح التعليمية.

تربويون أكدوا أن معدلات الغياب في هذه المناسبات تدخل ضمن المعدلات المنطقية التي تراوح ما بين 10 و15 %، والحدّ من هذه الظاهرة يكون برفع وعي أولياء الأمور، وسلبيات الغياب المدرسي تختلف بين الطلاب وفقاً للمرحلة العمرية، مشيرين إلى أن الغياب الطلابي في يوم الجمعة يتكرر بشكل عام، مقارنة بالغياب في باقي أيام الدراسة الأسبوعية، لأن ساعات الدوام يوم الجمعة أقل مقارنة بالأيام الأخرى.

فيما يؤكد أولياء أمور طلاب في مراحل دراسية مختلفة، أن بعض المدارس تتهاون في الحدّ من الغياب في المناسبات وتعدّه ظاهرة طبيعية، مشيرين إلى أن الطالب كلما أحب مدرسته ومعلمه، تقل رغبته في التغيب عن المدرسة، سواء كان ذلك يتزامن مع العطل الرسمية أو الأيام الدراسية العادية، وأن مجالس الآباء والمعلمين المنتظمة يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في علاج ظواهر تعليمية مختلفة، وعلى رأسها الغياب قبل العطل الرسمية.

6 حالات

يشار إلى أن دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، حددت ست حالات يمكن فيها التصريح للطالب بالغياب، تشمل: المرض، ووفاة أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى أو الثانية، والمواعيد الطبية المسجلة، ومهمة رسمية لخدمة المجتمع، والمثول الإلزامي أمام الجهات الرسمية، والسفر مع الأسرة لأسباب طارئة، مثل العلاج الطبي، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، مع ضرورة الحصول على رسالة موقعة من أولياء الأمور، أو وثيقة رسمية توضح سبب الغياب طوال هذه المدة.

غياب الجمعة

وقال عدنان عباس (مدير مدرسة خاصة في أبوظبي): بالتزامن مع الإجازات الرسمية نشهد معدلات غياب بين الطلاب، ترجع إلى خطط الأسر في المناسبات التي يرتبط بعضها بالسفر في رحلات سياحية داخل الدولة وخارجها، مؤكداً أن معدلات الغياب في هذه المناسبات تدخل ضمن المعدلات المنطقية التي تراوح بين 10 و15%.

وأضاف: بشكل عام لمسنا تكرار غياب الطلاب في يوم الجمعة، مقارنة بباقي أيام الدراسة، مؤكداً كذلك أن أي غياب طلابي يؤثر في التحصيل الدراسي وأن المدارس تضع في الحسبان الطلبة المتغيبين، وتضع لهم برامج خاصة تعويضية، لأن العملية التعليمية متواصلة، وفقد إحدى حلقاتها يؤثر في مسيرة تعليم الطالب.

وتابع: بالتزامن مع تطبيق نظام التعليم الحضوري، ارتفعت نسبة الحضور الطلابي، لتجاوز 97 %، وانخفضت نسب الغياب التي كان يشهدها نظام التعليم عن بُعد، فبشكل عام التعليم عن بُعد، وإن نجحنا في تطبيقه، لا يغني عن التفاعل الطلابي ضمن الصف الواحد والمدرسة الواحدة.

خطط للحدّ من الغياب

وقال علي عرفة (مدير مدرسة خاصة): عادة ما نضع الخطط التي تقلل نسب الغياب، بالتزامن مع الإجازات الرسمية التي ترتبط بمناسبات مختلفة، وتبدأ بعرض لائحة السلوك والغياب على الطلاب وأولياء أمورهم، أو إقرار أحد الامتحانات التكوينية في المدرسة، في أول يوم دراسي بعد الإجازة، حتى لا ترتفع نسب الغياب في هذا اليوم.

وتابع: نعمل كذلك على تنفيذ أنشطة جاذبة للطلاب في الأيام التي يتوقع ارتفاع نسبة الغياب فيها، سواء قبل الإجازة الرسمية أو بعدها، وبشكل عام تعدّ فئة طلاب الحلقة الثالثة لاسيما الذكور، الأكثر تغيباً من الأيام الدراسية.

أولياء الأمور

أرجع محمد نظيف (مدير مدرسة خاصة) غياب الطلاب بالتزامن مع إجازات الأعياد والمناسبات الوطنية، إلى أولياء الأمور قائلاً: يعود غياب الطلاب بالتزامن مع إجازات الأعياد إلى أولياء الأمور، فهم من يقررون التوجه إلى سفرات أو أماكن معينة، ويتطلب الأمر في بعض الأحيان تغييبهم لأبنائهم، قبل بداية الإجازة، أو لدى استئناف الطلاب للدراسة بعد الإجازة.

وأكد أن منع هذه الظاهرة يرجع إلى رفع الوعي لدى أولياء الأمور وتأكيد أن الغياب يؤثر في مستوى أبنائهم الدراسي. داعياً أولياء الأمور إلى قضاء الزيارات الأسرية وتخطيط التنزّه والرحلات المختلفة، بعيداً من توقيت الدوام المدرسي، تجنباً لتأثيرات الغياب على مستوى تحصيل الطلاب التعليمي.

وأشار الى أنه بمقارنة نسب غياب الطلاب بين نظامي التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد، فإن نسب الغياب في التعليم الحضوري ترتفع مقارنة بنسب الغياب في التعليم عن بُعد. مضيفاً: خلال التعليم عن بُعد كان الطلاب يباشرون تلقي تعليمهم من أي مكان ويحضرون الحصص الدراسية وإن كان لديهم حالات مرضية.

وتابع: بالتزامن مع عودة التعليم الحضوري ارتفعت نسب غياب الطلاب الذين يعانون أي أعراض، تخوفاً من أنها ترتبط بالإصابة بفيروس «كورونا»، وفي الحالين الغياب الطلابي يؤثر في مستوى التحصيل الدراسي.

إدراك الطلاب

وقال راشد الراشدي (معلم): إدراك سلبيات الغياب المدرسي تختلف بين الطلاب، وفقاً للمرحلة العمرية فطلاب الحلقة الأولى ليس لديهم الوعي الكافي بتأثير الغياب في مسيرتهم التعليمية. وفي المقابل نجد أن الطلاب الأكبر سناً على وعي أكبر بأهمية المعلومات المقدمة لهم في المدارس، فلا شك أن غياب يوم واحد يؤثر في مسيرة الطالب التعليمية.

وأضاف: عودة التعليم الحضوري الإلزامية للطلاب رفعت إدراك الطلاب بشكل عام لأهمية الحضور المدرسي، وزادت ارتباط الطلاب بالمعلمين والمجتمع المدرسي، ونحن المعلمين، نسعى بقدر الإمكان لتغطية ما فات الطلاب الغائبين من محتويات.

إجراءات للمتغيبين

ورأى هشام أحمد (معلم) أن حل هذه الظاهرة المتكررة في كل إجازة يحتاج إلى توجيهات من دائرة التعليم والمعرفة، تتضمن إجراءات تتخذ بحق الطالب المتغيب عن مدرسته بدون عذر، وألا نعيد نحن المعلمين، المحتويات الدراسية للطلبة المتغيبين لدى استئنافهم الدراسة مباشرة، حتى يتعلموا أن الغياب المدرسي سيؤثر فيهم. مؤكداً أن الغياب المدرسي بالتزامن مع العطل الرسمية يؤثر في الطلبة الملتزمين، ويؤخر مسيرتهم التعليمية.

توطيد العلاقة

وقالت نعمة علي (ولية أمر): توطيد العلاقة بين الطلاب والمعلمين يزيد ارتباط الطلاب بالمدرسة. وكلما أحب الطالب مدرسته ومعلمه، يفقد الرغبة في التغيب عن المدرسة، سواء كان ذلك يتزامن مع العطل الرسمية أو في الأيام الدراسية العادية. وكما تبعث المدارس بتعميمات مختلفة إلى أولياء الأمور تخطرهم فيها بمستجدات العملية التعليمية، يجب عليها إرسال تنبيهات بالوسائل نفسها إلى أولياء الأمور تؤكد فيها ضرورة التزام الأبناء بالحضور في المواعيد المحددة.

وقال أحمد سالم (ولي أمر): هذه الظاهرة في الأغلب تؤدي إلى ضعف التحصيل العلمي، ومن هذا المنطلق أحرص على إرسال أبنائي حتى آخر يوم دراسي، قبل بدء أي إجازة رسمية، وكذلك أحرص على استئنافهم الدراسة في اليوم المحدد لذلك، وإن كنا في سفر خلال العطلة نحرص على العودة قبل استئناف الدراسة بيومين، حتى إن تغيب أحدهم لحالات مرضية، نكون مضطرين إلى ذلك، ونسعى لمتابعة ما فات من دروس في مختلف المواد.

مجالس الآباء

وأضاف: يمكن لمجالس الآباء والمعلمين المنتظمة أن تؤدّي دوراً كبيراً في علاج ظواهر تعليمية مختلفة، وعلى رأسها ظاهرة الغياب قبل العطل الرسمية، بما يصب في مصلحة الطلاب ويعزز قيم الالتزام واحترام المدرسة والمعلمين لدى الطلاب.

وقالت صفاء أحمد (ولية أمر): في الوقت الذي تحرص فيه مدارس على توعية أولياء الأمور بأهمية عدم الغياب، قبل بدء الإجازات الرسمية، بما فيها إجازات الأعياد، وبعد انتهائها، تتهاون مدارس أخرى في الأمر على أنه ظاهرة طبيعية تحدث بالتزامن مع الإجازات الرسمية. ويعدّ وعي المدارس وتشديد إجراءاتها بهذا الشأن عاملاً رئيسياً في مواجهة هذه الظاهرة.

وقالت نورهان مصطفى (ولية أمر): يجب أن تتفق المدارس والأسر على صيغة اتصالية معينة تضمن التنسيق بينهما، وإبلاغ كل طرف للآخر بما يهم شأن الطالب في الحضور والانصراف، والتحصيل العلمي والهوايات والجوانب السلوكية، بحيث لا يشعر الطالب في أي مرة بأنه بعيد عن الرقابة الإيجابية من الطرفين بما يصب في مصلحته في نهاية المطاف.

ورأت هيام محمد (ولية أمر)، أن السبب المتلازم مع غياب الطلاب المدرسي، هو السبب المرضي ولأمراض مختلفة، فجميعنا نعلم أن أعراض «كورونا» تتطلب البقاء في المنزل لكن ما أعنيه هو أعراض الأمراض الأخرى، لذا فإن تعيين ممرضة مقيمة في المدرسة واهتمامها بالحالات المرضية الطارئة، يسهمان في إحساس أولياء الأمور بالاطمئنان إلى وجود من يرعى الأبناء في الحرم المدرسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى