صالح العامري يغادر كبسولة العزل 3 يوليو
دبي: يمامة بدوان
كشفت المهندسة شيخة الفلاسي، مدير الفريق العلمي لمشروع مهمة محاكاة الفضاء، في مركز محمد بن راشد للفضاء، أنه في تمام ال 2 ظهراً بتوقيت الإمارات، الواحدة ظهرا بتوقيت روسيا، يوم الثالث من يوليو المقبل، ستفتح كبسولة العزل أبوابها، ليبدأ صالح العامري، رائد المحاكاة وطاقم «سيريوس 21» في مغادرة الكبسولة، وسط إجراءات طبية محددة، بعد ان يكون قد أمضى 240 يوماً (8 أشهر) داخل الكبسولة.
قالت شيخة الفلاسي في تصريحات خاصة ل«الخليج»: إنه جارٍ على مدار الوقت متابعة صحة العامري النفسية والفيسيولوجية، وفور خروجه من الكبسولة برفقة الطاقم في تمام الساعة ال 2 ظهراً بتوقيت الإمارات، الواحدة بتوقيت روسيا، لكنه يسبق ذلك بنحو ساعتين وقبل الخروج ارتداء قناع أوكسجين للتنفس، الذي سيستمر في ارتدائه ل24 ساعة.
وأوضحت أن العامري سيخضع لفحوص طبية مكثفة، لمعرفة احتياجاته وتقديم العلاج مباشرة، وذلك على مدار 14 يوماً متواصلاً، بوجود فريق طبي إماراتي وروسي، كما أن الفريق سيخضع لفحص مسحة الأنف «بي سي آر» لمدة 4 أيام، للتأكد من سلامة جهازهم المناعي والتنفسي بعد التفاعل مع المناخ الخارجي عقب انتهاء المهمة، خاصة أنهم اعتادوا على الأجواء الداخلية في الكبسولة من حيث درجة الحرارة والأوكسجين، حيث إن كل شيء فيها يعمل بأجهزة داعمة.
تراجع الوزن
وقالت إن وزن العامري تراجع خلال فترة العزل من 3-5 كيلوغرامات، وبعد الفحوص سنكون على دراية بالتأثيرات الناجمة عن العزلة، سواء على الصحة الجسدية أو النفسية، بالإضافة إلى الآثار الجانبية لها، في ظل اتباع جدول يومي صارم يشمل تجارب وبحوثاً وساعتين من التمارين الرياضية، حيث إنه أنجز 100% من التجارب العلمية، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن متعلقات العامري الشخصية التي أدخلها إلى الكبسولة، تتراوح من 5-7 كيلوغرامات، وهي ذاتها التي سيغادر فيها الأسبوع المقبل.
وأوضحت أن العامري عانى الأرق ليلاً، وأحياناً كان عمداً، نتيجة بعض التجارب التي تتطلب عدم النوم، حيث تراوح عدد ساعات نومه أحياناً من 3-4 ساعات فقط، وهي ضمن مشروع محاكاة الفضاء، لمعرفة تأثير الأرق على الطاقم في حالة حدوث طارئ ما، يتطلب البقاء مستيقظين من 24-48 ساعة على سبيل المثال، إضافة لمعرفة مدى جاهزية مشاريعنا الكبرى بالمستقبل، كونها جزءاً من مشروع المريخ 2117.
وقالت الفلاسي، إن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء يعد برنامجاً مستداماً، وجارٍ الإعداد لمشروع محاكاة «الطاقم رقم 2» وسيتم تنفيذه على أرض الدولة بالمستقبل، حيث سيكون العامري والحمادي نواة هذا المشروع، وجزءاً أساسياً منه، خاصة أنه جرى الاستثمار فيهما، للاستفادة من خبراتهما، خلال الفترة المقبلة.
وذكرت أن الحمادي ومن خلال وجوده في مركز العمليات خارج «سيريوس 21»، كان له دور فعال للطاقم كاملاً وليس لزميله العامري فقط، حيث كان يؤدي العديد من المهام، منها الدعم المعنوي والنفسي للطاقم، وكان يقدم الحلول للطاقم في حال تعرضت إحدى الأجهزة لخلل ما أو واجهتهم مشاكل في إجراء الأبحاث.
وقالت إنه سيتم توفير نتائج الدراسات والأبحاث التي قام بها العامري في «سيريوس 21» للمجتمع العلمي الدولي بعد 4 أشهر من خروجه من الكبسولة، وذلك عقب الانتهاء من دراسة النتائج والعينات الطبية والبيولوجية.
توزيع البقلاوة على طاقم المهمة
قال المهندس محمد بن نشوق، مدير مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء، إن صالح العامري، باشر في توزيع المأكولات الإماراتية التي طلبها في وقت سابق، بالإضافة إلى البقلاوة والتمر والبرياني والقهوة العربية على أفراد الطاقم الأساسي، تعبيراً عن كرم الثقافة الإماراتية في الأوساط العالمية.
فريق طبي إماراتي – روسي سيكون في انتظار خروج الطاقم ومعاينته
إجازة عائلية
أشارت شيخة الفلاسي إلى أن العامري وزميله عبدالله الحمادي، رائد المحاكاة الاحتياط، فور عودتهما إلى الدولة بعد انتهاء الفحوص المكثفة في موسكو، سيكون لديهما إجازة لمدة تتراوح من 3-4 أسابيع، لتمضيتها مع عائلتيهما، يتبع ذلك برنامج توعوي للطلبة، يتمثل في زيارات إلى المدارس والجامعات بالدولة، من أجل تزويدهم بالمهارات التي تم اكتسابها طوال المهمة.
صالح يتوق لتناول التمر والهردة
قالت شيخة الفلاسي: إن صالح العامري يتوق لتناول المأكولات العربية والإماراتية فور مغادرته كبسولة العزل، ومنها التمر والهردة «الطحينية»، والقهوة العربية، والمندي، بالإضافة إلى الأطعمة التي تشمل «العيش» الأرز، كون حاسة التذوق والشم لهذه المأكولات تختلف في كبسولة العزل عن الواقع. وأشارت إلى أن إحدى التجارب التي خاضها، تمثلت في إلزامه بتناول طعام لا يفضله.