نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج يحتذى في التسامح داخلياً وخارجياً
- ترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع مبدأ أساسي
- تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب التطرف
- ننفذ خططنا عبر 11 مشروعاً وفتح المجال لعمل الباحثين
- التحالف العالمي للتسامح مظلة للتعاون والعمل المشترك
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الدور المهم للوزارة في نشر ثقافة التسامح في العالم.. وقال في حديث لصحيفة «الإندبندنت» بنسختها التركية: إن هذا يقوم على إيماننا الراسخ بأن رسالتنا إلى العالم هي نقل التجربة الإماراتية إلى الجميع على أساس أن الإمارات هي نموذج يحتذى في التسامح داخل وخارج الدولة، فهما أمران مرتبطان، ويتكاملان مع بعضهما بعضاً.
وأكد أن الإمارات أصبحت نموذجاً تتم دراسته والاستفادة منه في المجتمعات الأخرى في هذا المجال، ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن تأثيرنا العالمي في مجال التسامح جزء مهم من القوة الناعمة لدولة الإمارات.
وأضاف أن إنشاء وزارة التسامح والتعايش جاء نتيجة إدراك واعٍ في الدولة، بأن تحقيق التسامح والأخوة الإنسانية بطبيعته عمل لا ينتهي، بل هو مستمر دائماً بحكم طبيعة المجتمعات البشرية، والإمارات منذ نشأتها تعد نموذجاً رائداً في التعايش السلمي بين جميع السكان، وذلك هو انعكاس لما ذكرناه، من أن الدولة ملتزمة بتأكيد قيم التسامح للجميع في مجتمع الإمارات، وحريصة كذلك على أن تكون نموذجاً عالمياً راقياً في هذا المجال.
وأكد أن وزارة التسامح والتعايش تقوم بدورها المهم في المجتمع والعالم بنجاح كبير، منوهاً بأن خطط العمل في الوزارة تتحدد في إطار البرنامج الوطني للتسامح الذي اعتمده مجلس الوزراء، ويقوم على خمسة محاور، هي: تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع المتسامح، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، إضافة إلى الإسهام في الجهود الدولية لتعزيز التسامح، وإبراز دور الإمارات كبلد متسامح. وقال إن وزارة التسامح والتعايش تقوم بتنفيذ خطط للعمل عبر مشروعات عدة، هي:
المشروع الأول: «المهرجان الوطني للتسامح»، وهو مهرجان سنوي يشمل أسبوعاً من الأنشطة والفعاليات المجتمعية.
المشروع الثاني: «الحكومة كحاضنة للتسامح»، حيت تم إعداد خطط تفصيلية للعمل على أربعة مستويات، هي: مستوى الموظف، ثم مستوى الوزارة، ثم مستوى نشر التسامح، في مجال عمل الوزارة في المجتمع، ثم في مستوى التنسيق والعمل المشترك، بين جميع الوزارات، من أجل أن تكون حكومة الإمارات، مثالاً ونموذجاً، في نشر قيم التسامح والتعايش، أمام العالم كله.
المشروع الثالث: «الاحتفاء بالتسامح في مدارس الدولة»، وهو مشروع مشترك مع وزارة التربية والتعليم، ويتم فيه تحقيق التآخي المطلوب، بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة، بحيث يعمل الجانبان معاً، على تنفيذ مبادرات مشتركة في التسامح، على مستوى الطلبة، ومستوى المعلمين، ومستوى الإداريين، ومستوى الآباء والأمهات، حيث يتعرف الجميع إلى بعضهم بعضاً، ويعملون معاً، من خلال أنشطة عملية، تخدم المجتمع والإنسان.
المشروع الرابع: هو برنامج «فرسان التسامح»، وهو برنامج يتم تنفيذه في كل ربوع الدولة، لتأهيل الراغبين من جميع الأفراد، ليكونوا دُعاة للتسامح في المجتمع، ويقوم الدارسون فيه بإعداد وتنفيذ مشاريع عملية تقوم على العمل التطوعي في المجتمع، من أجل نشر قيم التسامح والتعايش بين الجميع.
المشروع الخامس: العمل مع الاتحاد النسائي العام، ومؤسسة التنمية الأسرية، والمنظمات النسائية في الدولة، من أجل تعزيز دور الأسرة، في مجال التسامح والتعايش.
المشروع السادس: «منارات زايد للتسامح»، وهي مراكز مجتمعية تنتشر في كافة ربوع الدولة، بحيث تضم كل إمارة، منارة واحدة أو أكثر – وتقدم هذه المنارات، البرامج والأنشطة، التي تنشر مبادئ التسامح والتعايش في المجتمع.
المشروع السابع: العمل مع المؤلفين ودور النشر في الدولة، لإصدار مكتبة ورقية ورقمية لجميع فئات السكان، في مجالات التسامح والتعايش.
المشروع الثامن: «المشروع الوطني لبحوث التسامح»، وهو يهدف إلى أن يكون مجالاً للإبداع والابتكار للباحثين في الدولة، والعالم.
المشروع التاسع: «الاعتماد على الأنشطة الرياضية»، كي تكون أداة لنشر التسامح بين الجميع، وعلى سبيل المثال، نقوم بتنظيم كأس التسامح للكريكيت، حيث تنافس فيه (16) فريقاً، يضم أكثر من (300) لاعب، من (20) جنسية، من بين العمال الأجانب في الدولة.
المشروع العاشر: هو العلاقات مع الجاليات الأجنبية، بهدف تأكيد دور المقيمين في الدولة، في نقل رسالة التسامح من الإمارات إلى العالم كله.
المشروع الحادي عشر: هو مشروع التحالف العالمي للتسامح، الذي أطلقناه خلال «إكسبو 2020 دبي»، وهو مظلة عالمية للتعاون والعمل المشترك.
وأكد الشيخ نهيان بن مبارك أن الإمارات أصبحت نموذجاً رائداً للتسامح والتعايش والتعارف، وتحقيق الخير والرخاء، للبشر أجمعين، ودور الوزارة يقوم على أن نقدم للعالم نموذجاً رائداً يؤكد أهمية بناء العلاقات الإيجابية والطيبة، بين الأشخاص والطوائف والجماعات التي تمثل ديانات ومعتقدات وثقافات مختلفة، باعتبار أن ذلك هو الطريق القويم لمجتمعات أكثر سلاماً وتقدماً واستقراراً، وهو المنهج الضروري لنشر الخير والأمان في ربوع العالم كله، مشيراً إلى أن نموذج التسامح في الإمارات يتأكد في كل ربوع الدولة بفضل قادة الإمارات الحكماء والمخلصين، وبفضل شعب الإمارات المسالم والمتسامح، وبفضل تكاتف كل مؤسسات المجتمع لمكافحة التعصب والتطرف، والتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية.
وأوضح أن ذلك تحقق بشكل رائع في الزيارة التاريخية للإمارات في عام 2019، لقداسة البابا فرنسيس، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتوقيعهما على وثيقة أبوظبي للأخوّة الإنسانية، وهي الزيارة التاريخية التي بادر بالدعوة إليها ورعايتها، بحكمة وفكر مستنير، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيداً من سموه، على أننا في الإمارات نحترم كل الأديان والمعتقدات، ونسعى باستمرار إلى تحقيق التواصل، والتعارف، والحوار، والعمل المشترك، بين الناس، دونما تفرقة، أو تمييز.
وقال: «إننا نعتبر التنوع والتعددية في السكان مصدر قوة للمجتمع، بل إنه إذا تم التعامل مع هذا التنوع بوعي وذكاء يكون أداة للتقدم والسلام وتحقيق الخير للجميع، كما أننا نحمل يقيناً راسخاً بأن وزارة التسامح والتعايش هي وزارة الجميع: المواطن والوافد، الشباب وكبار السن، المرأة والرجل، يعملون جميعاً معاً، بعزم والتزام». وأكد أن الوافدين في الدولة، إضافة إلى دورهم في تنمية المجتمع، لهم دور كبير في نقل رسالة التسامح من الإمارات إلى العالم كله، ونعمل في الوزارة على تفعيله وجعله أسلوباً مهماً للتعريف بالدولة، وإنجازاتها الكبيرة في هذا المجال، هم يتحدثون بأمانة وصدق عن تجربتهم الطيبة في الإمارات، وكيف أنهم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية كاملة، ويسهمون بشكل كامل في كل أوجه النشاط في المجتمع.
واختتم الشيخ نهيان بن مبارك حديثه قائلاً: بصفتي وزير التسامح والتعايش في الإمارات، فإنني أقول لكم إننا نتعلم في كل يوم، أهمية أن يكون المجتمع مثالاً في الاعتدال والبعد عن التطرف والحرص على بناء الإنسان المؤمن بربه، والمخلص لوطنه، والملتزم بأهداف أمته، وبالقيم والمبادئ الإنسانية السامية في العالم كله.
(وام)