عبدالله العيسائي في رحلة التحدي.. ساق اصطناعية وميدالية ذهبية
- المصدر: عائشة المنصوري – العين
رحلة تحد وصمود خاضها الشاب الإماراتي عبدالله العيسائي، متسلحاً بالأمل والإصرار، حين لم يسمح للإعاقة أو المرض أن يحدّ من حلمه، أو يجعله حبيس البيت أو «الكرسي المتحرك»، فنهض على ساق واحدة، ومدّ يده عالياً، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في سجل الأبطال. فبعد تعلقه الشديد برياضة كمال الأجسام وهواية التزلج على الجليد، جاء «حادث سير» ليضع نهاية مبكرة لتلك الأحلام العريضة، لكن العيسائي كان له رأي آخر، وقرر أن النهاية لم تحن بعد، بل إن الحادث المؤسف كان دافعاً كبيراً له ليحمل أول ميدالية ذهبية، ويحصل على المركز الأول في بطولة كمال الأجسام لعام 2022 في إسبانيا، من خلال جسم مثالي بأطراف اصطناعية. فالإنسان الذي لديه هدف واستطاع الوصول إليه.. هو إنسان سوي مهما كانت إمكاناته أو معوقاته، حسب العيسائي.
واستطاع العيسائي أن يحقق ما رسمه في خياله منذ البدء في رياضة كمال الأجسام، لكن بطرف اصطناعي، بعد تعرّضه لحادث أليم نجم عنه بتر ساقه اليسرى، واستبدالها بساق اصطناعية، لكنه لم يستسلم لعجزه بل أصرّ على مزاحمة الكبار من الرياضيين الأصحاء وأصحاب الهمم، وأن يوجد على منصّات التتويج.
ويقول العيسائي (27 عاماً): «إنه بدأ حياته الرياضية عندما أنهى دراسته الجامعية في عام 2017، ليبدأ في رياضة بناء الأجسام، وبمساعدة ومساندة مدربه الشخصي حقق الكثير من الميداليات على الصعيدين المحلي والدولي، إذ حصل على ميداليتين (ذهبية وبرونزية) داخل الدولة في عام 2017، وشارك في عام 2018 ليتوّج بميدالية برونزية في الدولة وميداليتين فضيتين في التشيك».
وتابع: «إلى جانب رياضة كمال الأجسام، كنت أمارس هوايتي الأخرى، التزلج على الجليد في أيام العطل الأسبوعية في (سكي دبي)، بعدها قررت تطوير علاقتي بتلك الهواية أيضاً والتدرّب عليها، لأصبح محترفاً لتلك الرياضة، وجاهزاً لأن أشارك في البطولات الدولية لرياضة التزلج على الجليد، فقررت السفر في فصل الشتاء لسويسرا وفرنسا لقضاء أجمل الأوقات في التزلج على المرتفعات الجبلية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تتغطى بغطاء ثلجي كثيف، وبرفقة متزلجين جريئين يمارسون رياضة التزلج على منحدرات عالية وجبال مرتفعة».
وأضاف: «في مايو من عام 2020، الذي أعتبره فصلاً جديداً ومشرقاً من حياتي، كتب الله لي الحياة من جديد بعد تعرّضي لحادث أسفر عن بتر ساقي اليسرى، وتوقف قلبي أكثر من ثلاث مرات، ودخلت في غيبوبة لمدة أسبوعين، ووصل الخبر لعائلتي بأن حالتي الصحية متدهورة بشكل كبير، لكن شاءت الأقدار أن تتبدل الحال، بعد فترة علاج في مستشفى مدينة شخبوط الطبية في أبوظبي لمدة شهرين ونصف الشهر، ثم تلقيت العلاج في الخارج لتركيب طرف اصطناعي لرجلي اليسرى والتعود مجدداً على الوقوف والمشي بعد أخذ جلسات العلاج الطبيعي لمدة أربعة أشهر، لأقف من جديد على ساق اصطناعية ملهماً وسفيراً لفاقدي الأمل والشغف في تحقيق طموحاتهم وممارسة تحدياتهم واستكمال حياتهم كبقية أقرانهم، لأحقق المركز الأول في عام 2022 ببطولة كمال الأجسام في إسبانيا».
رسالة أمل
وجّه عبدالله العيسائي رسالة في كلمات لأصحاب الهمم، سواء للرياضيين أو غيرهم، يشجعهم على عدم الاستسلام، وألا يجعلوا الإعاقة تقف حاجزاً أمامهم، قائلاً: «أنتم من تبثون الأمل في الحياة، فإذا كان الشخص لديه هدف واستطاع الوصول إليه مهما كانت إمكاناته فهو إنسان سوي، يكفي أنه قادر على عمل شيء غيره لا يستطيع القيام به».
«الإنسان الذي لديه هدف واستطاع الوصول إليه.. هو إنسان سوي مهما كانت إمكاناته أو معوقاته».