محلي

اليوم العالمي للتطوع .. ثواب عظيم لمن ساعد غيره في قضاء حوائجهم

يحتفل العالم في الخامس من ديسمبر كل عام، باليوم العالمي للتطوع شكرًا للمتطوعين في جهودهم ومؤازرة المجتمع في الأعمال الإنسانية والمجتمعية التي تفيد عامة الناس، وقال الله عز وجل: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٥٧]، وقوله: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ﴾ [البقرة: ١٨٣]، كما أوصانا -رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأرشدنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح في الدنيا، وكل ما يبلغنا الجنة في الآخرة، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على مكانة التطوع في الإسلام وفضله وصوره وثواب من مشى فى قضاء حوائج الأخرين وساعد غيره. 

مكانة التطوع في الإسلام

العمل التطوعي يعزز روح التكافل والتعاون الذي حثنا عليه القرآن في قوله سبحانه وتعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) وأكدت عليه السنة المطهرة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

ثواب من تطوع وساعد غيره 

الإنسان مطالب دائمًا بفعل الخير ولكن ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن الله تعالى لم يأمرنا فقط بفعل الخير فقط بل أن نفعله من أجل الناس الذين يعانون من الأمراض أو أصحاب القدرات الخاصة، فإن لنا ثوابا عظيما عند الله سبحانه وتعالى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “إن لله عبادا اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير اليهم هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة”، فجزاء من يمشي في حاجة الناس الأصحاء له ثواب عظيم، أما الذي يقضي حوائج أصحاب العاهات أو القدرات الخاصة فله ثواب أعظم.

ثواب من مشى في قضاء حوائج الناس
قصة ابن عباس عندما ترك الاعتكاف وذهب لقضاء حاجة شخص مريض، كما استدل أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: “من مشى في حاجة أخيه كان له جزاء اعتكاف سبع سنوات كاملة”.

وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفع الآخرين بكل الوسائل الممكنة، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» جامع الترمذي

ثواب من تطوع وساعد غيره 

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا ، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”.

أمثلة للتطوع في القرآن الكريم

حفل القرآن الكريم بالأمثلة على العمل التطوعي، مما يدل على فضله وأهميته في بناء مجتمع متكافل قائم على التراحم والتضامن، ومن ذلك:

1-التطوع بإطعام الطعام، قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ [الإنسان: ٨-٩]، قال ابن العربي: «في الآيات تنبيه على المواساة؛ ومن أفضل المواساة وضعها في هذه الأصناف الثلاثة … دون توقع مكافأة، أو شكر من المعطي»[9].

2-التطوع بالشفاعة للآخرين في أمور الخير، قال تعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾ [النساء: ٨٥]. «فمن شفَّع غيره وقام معه على أمر من أمور الخير -ومنه الشفاعة للمظلومين لمن ظلمهم- كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه، ولا ينقص من أجر الأصيل والمباشر شيء، ومَن عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه. ففي هذا الحث العظيم على التعاون على البر والتقوى، والزجر العظيم عن التعاون على الإثم والعدوان»[10].
ما ذكره الله تعالى عن بعض رسله وعباده الصالحين من قيامهم بأعمال التطوع مثل:

3-تطوّع سيدنا موسى عليه السلام بالسقي للمرأتين اللتين كانتا تنتظران حياء حتى ينتهي الرجال، فسقى لهما دون أن يسألاه ذلك، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ٢٣ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ [القصص: 23-٢٤]، قال السعدي: «﴿فَسَقَى لَهُمَا﴾ غير طالبٍ منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه الله تعالى»[11].

4-تطوع ذي القرنين لحماية الضعفاء، ببناء السد بغير أجر: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ٩٤ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ [الكهف: ٩٤-٩٥].

5-تطوع الخضر في مساعدة الناس وحفظ حقوقهم: كما قصَّ الله علينا قصته في آيات عديدة من سورة الكهف مع موسى عليهما السلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى