«أوقاف دبي» تُنهي معاناة السجين «أبوعلي»
المصدر: أحمد المزاحمي – عجمان
تكفّلت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي، بسداد 217 ألفاً و448 درهماً، بقية مبلغ القضية المالية المترتبة على (أبوعلي)، نزيل إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في عجمان.
وتأتي هذه الاستجابة ضمن مبادرة «فالكم طيب 2»، التي تتبنّاها مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي، و«الإمارات اليوم»، وتهدف إلى علاج المرضى الفقراء الذين تحول أوضاعهم المالية دون تلقي العلاج اللازم، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يمرون بها، ومساعدة الحالات الإنسانية، والإفراج عن نزلاء المنشآت العقابية والإصلاحية المعسرين، وسداد المتأخرات الإيجارية للمحتاجين، ومساعدة ذوي الدخل المحدود، والوقوف على احتياجاتهم.
وأكد الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي علي المطوع، أن المؤسسة مستمرة من خلال مبادرة «فالكم طيب» في مساندة الحالات الإنسانية في المجتمع، وتقديم الدعم اللازم للمواطنين المتعثرين في قضايا مالية، وذلك وفق اعتبارات إنسانية، وباعتبار أن هذه الشريحة تستحق بذل الجهود لتخليصها من متاعب قانونية ومعيشية تعانيها، تمهيداً لإطلاق سراحهم وإعادتهم إلى أسرهم ومنحهم فرصة جديدة لمستقبل أفضل مع عائلاتهم.
وأضاف المطوع، أن المؤسسة تواصل، بالتعاون مع «الإمارات اليوم» تفعيل مبادرة «فالكم طيب»، ودعم دورها الإنساني في المجتمع، من خلال رصد ومتابعة الحالات الإنسانية للإسهام في علاج المرضى المعسرين، والسجناء في قضايا تعثر مالي، والعاجزين عن الإيفاء بمستحقات إيجارية متأخرة، ومساعدة المواطنين من ذوي الدخل المحدود، والوقوف على احتياجاتهم، وذلك وفق التقارير التي يزودنا بها الخط الساخن للصحيفة.
وثمّن مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة عجمان، العقيد محمد مبارك الغفلي، دور مؤسسة الأوقاف قائلاً: «نشكر مؤسسة الأوقاف على دعمها الدائم لمثل هذه الحالات الإنسانية، خصوصاً نزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية على مستوى الدولة، وهذا ليس بغريب عنهم، كما أن هذه اللفتة تترجم سياسة القيادة الرشيدة في العمل الخيري الإنساني الذي يصب في المصلحة العامة، كما أن مبادرة (فالكم طيب) تعتبر من المبادرات المجتمعية التي تتبناها مؤسسة الأوقاف وصحيفة (الإمارات اليوم)، والتي تسعى من خلالها إلى الإسهام المجتمعي في دعم الحالات الإنسانية المختلفة».
ونسق «الخط الساخن» مع مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، لتحويل مبلغ التبرع للجهة المعنية.
وقدم «أبوعلي» شكره العميق لمؤسسة الأوقاف على تبرعها السخي للإفراج عنه، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس بغريب عن المؤسسة، فهي دائماً سباقة لمد يد العون والمساعدة للمحتاجين، كما شكر «الإمارات اليوم» على إدراج اسمه ضمن مبادرة «فالكم طيب».
وأعرب «أبوعلي» عن سعادته البالغة بالعودة إلى أسرته قائلاً: «إن فرحتي للعودة إلى أسرتي كبيرة، ولا تقدر بثمن، بعد مكوثي عامين ونصف العام خلف القضبان».
وأضاف: «إن تبرع مؤسسة الأوقاف فتح الأمل في حياتي من جديد، ورسم البسمة على تقاسيم وجه أفراد أسرتي، وسنجمع شملنا بعد فراق دام سنتين ونصف السنة، وهي فرحة لا تصفها الكلمات ولا الجمل، ونحمد الله على نعمة الخير، سواء من أفراد أو مؤسسات في دعمها والوقوف الدائم مع كل محتاج، وترجمة مفهوم العمل الخيري الإنساني بكل تفاصيله».
وأمضى «أبوعلي»، البالغ من العمر 42 عاماً، في السجن مدة عامين ونصف العام على ذمة قضية مالية، وقد أجرت إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في شرطة عجمان تسوية في قضيته المالية، وتم تخفيض المبلغ من مليون و100 ألف درهم إلى 767 ألفاً و448 درهماً، كما أسهمت ثلاث جهات خيرية في تسديد 550 ألف درهم.
وسبق لـ(أبوعلي) أن لخّص قصته لـ«الإمارات اليوم» قائلاً: «كنت أريد صيانة منزل الوالد والزواج، وحصلت على قرض شخصي قدره مليون و100 ألف درهم، وقمت باستكمال صيانة المنزل، وتزوجت وأصبحت لدي أسرة.. والتزمت سداد أقساط القرض بشكل منتظم شهرياً، إلا أن ظروفي بدأت تسوء بعد إنجابي ثلاثة أبناء، وزيادة مسؤولياتي الحياتية والتزاماتي الأسرية، وتالياً أصبحت غير قادر على سداد الأقساط البنكية المترتبة علي، ما دفع البنك إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضدي والتعميم، بعدها تم القبض عليّ ودخلت السجن المركزي في عجمان على ذمة القضية المالية».
وأضاف: «إن إدارة السجن، أجرت تسوية في مبلغ القضية المالية، وتم تخفيضه من مليون و100 ألف درهم إلى 767 ألفاً و448 درهماً، وقامت بعد ذلك ثلاث جهات بمساعدتي على سداد 550 ألف درهم، حيث أسهم صندوق الفرج بسداد 150 ألف درهم، فيما قدمت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية 300 ألف درهم، وجمعية الشارقة الخيرية 100 ألف درهم».