ذوو طلبة يجدون صعوبة في إيصال أبنائهم إلى المدارس
مطالب بإتاحة الدراسة عن بُعد خلال أيام الضباب الكثيف والمطر
المصدر: عمرو بيومي – أبوظبي
أجّلت مدارس خاصة في أبوظبي، أمس، موعد تحرك بعض الحافلات المدرسية صباحاً لمدة 30 دقيقة، بسبب تدني مستوى الرؤية على الطرق، نتيجة الضباب الكثيف، بينما دعا ذوو طلبة في مدارس خاصة بأبوظبي، إلى إتاحة خيار الدراسة عن بُعد خلال الأيام التي تشهد ضباباً كثيفاً أو مطراً شديداً، وذلك لحماية الطلبة، ولتخفيف الازدحام على الطرقات، مشيرين إلى أن الطلبة وخصوصاً الأطفال يشعرون بحالة من الخوف الشديد خلال تواجدهم داخل الحافلات المدرسية وسيارات ذويهم، بسبب انعدام الرؤية.
وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة: محمد منتصر، وخالد رفيق، ورباب الأحمد، وأشواق سعدون، أهمية إتاحة خيار الدراسة عن بُعد للطلبة، خلال أيام الضباب الكثيف، مشيرين إلى أنهم يشعرون بالقلق على أبنائهم، بسبب الضباب، وانخفاض الرؤية التي قد تسبب الحوادث، كما أنهم يجدون صعوبة في إيصال أبنائهم إلى المدارس خلال الضباب الكثيف، ويصلون إلى المدارس في وقت متأخر، نتيجة تخفيض السرعات بشكل كبير.
وأوضح ذوو طلبة: أمجد روماني، وحسام سيد، ومنال عاطف، أن أيام الضباب الكثيف والمطر يتم التنبؤ بها قبل حدوثها بفترة، وتكون متوقعة وبالتالي يمكن للمدارس تحديدها كأيام يتاح بها الدراسة عن بُعد، خصوصاً أن الكثير من الطلبة يقيمون في مناطق بعيدة عن المدرسة، ويحتاجون إلى نحو 45 دقيقة على الأقل للوصول في الأيام العادية، وتتضاعف هذه المدة في أوقات الضباب أو خلال هطول أمطار شديدة، حيث يتم تفعيل منظومة خفض السرعة على الطرق، إضافة إلى مخاطر القيادة بالأطفال خلال الطقس السيئ.
فيما أشار ذوو طلبة: أدهم رشيد، ومحمد عصام، وزينب عبدالله، وعلياء سامي، إلى أن التعليم عن بُعد بات خياراً تعليمياً واقعياً ومعروفاً للجميع، وسبق أن طُبق سابقاً خلال عامين دراسيين، وتم تطبيقه في أكتوبر الماضي خلال الفصل الدراسي الأول، بسبب الضباب أيضاً، وبالتالي لا توجد صعوبة في جعله اختيارياً في الأيام المتوقع فيها حدوث ضباب كثيف أو هطول أمطار شديدة، بحيث يمكن ربط التقويم المدرسي بالتنبؤات المناخية الصادرة عن الجهات الرسمية في الدولة، وتحديد الأيام المسموح خلالها التعليم المزدوج «الحضور أو الدراسة عن بُعد»، ولا يتم احتسابها من ضمن أيام الغياب أو ربط الحضور خلالها بدرجات السلوك.
وأشار ذوو طلبة يستقلون الحافلات المدرسية، إلى أن الحافلات تأخرت، أمس، عن موعدها بما لا يقل عن 45 دقيقة، لافتين إلى أن أبناءهم وجدوا صعوبة كبيرة في التعرف إلى الحافلة عند حضورها بسبب الضباب، وكان الطلبة يتجمعون أمام أي حافلة تقف للتعرف إليها، هل هي حافلتهم أو تخص طلبة من المتواجدين أمام البناية، ما يزيد من خطورة تعرضهم لحوادث دهس، إضافة إلى تخوفهم وقلقهم خلال تواجدهم داخل الحافلات المدرسية.
من جانبهم، أكد مسؤولون في مدارس خاصة، «فضلوا عدم ذكر أسمائهم» أنهم قاموا بتأخير تسجيل حضور الطلبة، أمس، حتى الثامنة والنصف صباحاً، وتأخير موعد الحافلات المدرسية 30 دقيقة للمناطق البعيدة التي تسلك مسارات الطرق السريعة، وإلغاء الطابور المدرسي، وذلك مراعاة لظروف الطلبة، وحرصاً على مصلحة الطلبة والمعلمين والإداريين، وسلامتهم.
وأشاروا إلى أن المدارس تطبق سياسة الدوام المرن في حال سوء الأحوال الجوية والضباب، والتي تتيح للطلبة والمعلمين التأخر عن الدوام المدرسي لمدة ثلاث ساعات، تحتسب من موعد بدء الدوام الرسمي، وذلك وفقاً لتقدير الإدارة والتنسيق من قبل الطرفين، لافتين إلى أنه يوجد في كل مدرسة موظف مسؤول عن التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية في حالات سوء الأحوال الجوية، والامتثال لتعليماتها في حال تم إقرار تعطيل الدوام، والنظر في إمكانية تأخير الدوام في حالات الطقس الصعبة، بالتنسيق مع مشغلي الحافلات، والتواصل مع الطلبة وذويهم، وإبلاغهم عن أي حالة تعطيل أو تأخير للدوام.
وشددوا على أن إطار العمل الإداري للنقل المدرسي، يُلزم مشغلي الحافلات المدرسية بمراقبة حالة الطقس من خلال التنسيق مع المركز الوطني للأرصاد الجوية، والتنسيق مع إدارة المدارس في حال تأخير الدوام أو تعطيله أثناء حالات الطقس الصعبة، والتأكد من حصول السائقين والمشرفات على التدريب اللازم، للتصرف في مثل هذه الحالات، والتأكد من أن جميع نقاط التحميل والإنزال المعدة مسبقاً ضمن خطط المخاطر خالية من العوائق خلال حالات الطقس الصعبة، إلى جانب وجود نقاط صعود ونزول بديلة.
موسم الضباب
أكد عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان لـ«الإمارات اليوم»، أن موسم تشكل الضباب في المنطقة بشكل عام، يبدأ من منتصف أكتوبر إلى منتصف مارس، مشيراً إلى أن تشكل الضباب يتركز بعد منتصف الليل إلى ما بعد شروق الشمس في الأساس خلال شهري أكتوبر ومارس، بمعدل يزيد على سبعة أيام من الضباب الكثيف، ثم يأتي بمعدل أقل خلال نوفمبر وفبراير بمعدل يزيد على خمسة أيام من الضباب الكثيف.
وأوضح الجروان أن الضباب في الأغلب يكون من نوع «الضباب الإشعاعي» الذي يتكوّن آخر الليل خلال ساعات الصباح الأولى، نتيجة التبريد السطحي، وفقد سطح الأرض الحرارة المختزنة في الأجسام خلال الليل بالإشعاع، وسُمك هذا النوع من الضباب عادة لا يزيد على 500 متر، فيمكن أن تكون الطبقات العليا من المباني العالية كبرج خليفة فوق مستوى الضباب عادة.
وأشار إلى أن هناك الضباب المرتبط بهطول الأمطار والأجواء الباردة الرطبة، ويتركز هذا النوع بين منتصف ديسمبر ومنتصف فبراير، موضحاً أن كثافة الضباب تعتمد على الظروف الخاصة بمنطقة التشكل، لافتاً إلى أن السائقين يواجهون في فصل الشتاء إشكالية أثناء القيادة، نتيجة تدني مستوى الرؤية على الطرق، بسبب نزول الضباب.
• مسؤولو مدارس: تطبيق الدوام المرن في حال سوء الأحوال الجوية.