رسوم التسجيل.. إشكالية متجددة بين المدارس وأولياء الأمور

1000 درهم غير مستردة لحجز مقعد للطلبة المستجدين

تحقيق: سهيل الحربي

التسجيل المبكر في غالبية المدارس الخاصة استعداداً للعام الدراسي الجديد يساعد أولياء الأمور في الحجز المبكر للمقعد الدراسي واختيار المدرسة الأنسب سواء على المستوى التعليمي أو الرسوم الدراسية التي تختلف من مدرسة لأخرى وفق عدة معايير منها نتائج التقييم الذي تخضع له المدارس بمختلف أنواعها.

أولياء الأمور طالبوا جهات الاختصاص ضرورة إعادة النظر في موضوع رسوم التسجيل والتي تصل إلى 1000 درهم لا يتم استرجاعها في حال عدم اكتمال تسجيل الطالب والتحاقه بالمدرسة، موضحين أنه أحياناً تحدث ظروف تمنع من استمرار إجراءات التسجيل ما يتطلب من إدارة المدرسة إعادة مبلغ التسجيل.

في المقابل ترى العديد من إدارات المدارس أن رسوم التسجيل ضرورية للحد من ازدواجية التسجيل، موضحين أن العديد من أولياء الأمور يحجزون مقاعد لأبنائهم في عدد من المدارس وقبل انطلاق العام الدارسي بعدة أسابيع يختارون مدرسة مما يضيع على المدارس العديد من المقاعد الدراسية التي كانت محجوزة، ما يضطر بعض المدارس إلى إعادة فتح باب التسجيل قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، وتحصيل رسوم التسجيل يحد من هذه الحجوزات الوهمية للمقاعد المدرسية. العديد من أولياء الأمور يحرصون على اختيار أفضل المدارس لأبنائهم وفقاً لنتائج تقييم المدارس المنشورة على الموقع الإلكتروني لدائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، حيث أكدوا ل «الخليج» حرصهم على المعايير الأساسية التي يستندون إليها في اختيار المدرسة الأنسب لأبنائهم بما في ذلك الرسوم المناسبة، مطالبين بضرورة استرجاع رسوم التسجيل في حال عدم التحاق الطالب بالمدرسة أو تخفيضها بحيث لا تتجاوز عن 500 درهم.

برنامج ارتقاء

التقت «الخليج» عدداً من أولياء الأمور، وقال حمد صالح العامري، ولي أمر طالب: «يتجه أولياء الأمور للمدارس الخاصة لأسباب كثيرة منها التركيز على اللغة الأجنبية في المناهج بالإضافة إلى أسلوب التعليم والشرح والمشاريع المدرسية التي يراها البعض أفضل، لذلك مع فتح مجال تسجيل الطلبة للعام الدراسي المقبل يُلاحظ إقبال لافت من الطلبة للتسجيل في المدارس الخاصة سواء للطلبة المستجدين أو للانتقال من مدرسة لأخرى خلال الفترة المحددة وذلك لحجز مقعد برسوم تصل إلى 1000 درهم، على الرغم من أن الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة مكلفة جداً وتزداد بشكل سنوي». وأكد أهمية مراعاة ولي الأمر اختيار المدرسة الأنسب لابنه بالاطّلاع على نتائج التقييم «ارتقاء»، وأن تكون المدرسة قريبة من منزل الأسرة لتجنب المكوث فترات طويلة في الحافلات المدرسية.

وأوضح أن الطلبة المنقولين من المدارس الخاصة للمدارس الحكومية يجدون في البداية صعوبة لاختلاف المنهاج، ولكن تظل رسوم المدارس الحكومية أقل بكثير من المدارس الخاصة، داعياً إلى ضرورة إعادة النظر في مبلغ 1000 درهم الذي يتم دفعه للمدرسة الخاصة عند تسجيل الطالب المستجد أو المنقول.

امتحان القبول

وقالت دنيا نذير سلطان، ولية أمر طالبة: «نظام التعليم والمنهج في الدراسة يجعل أولياء الأمور يقررون اتجاه أطفالهم للتعلم في المدارس الخاصة». وأضافت أن عملية التسجيل في المدارس الخاصة عند فتح باب التسجيل تكون سهلة، حيث تتم عن طريق الموقع الإلكتروني والأهم توفر المقاعد، وفي حال التأخير في التسجيل قد تغلق بعض المدارس باب التسجيل لعدم توفر المقاعد، داعية إلى إعادة النظر في امتحان القبول لطلبة الصف الأول الذي تصر عليه بعض المدارس الخاصة لتقييم مستوى الطالب واتخاذ قرار بقبول الطالب من عدمه.

تخفيض رسوم التسجيل

وقال محمد عبدلله عبد الرحمن ولي أمر طالب، إنه على ولي أمر الطالب وقبل تسجيل ابنه في أي مدرسة الاطّلاع على نتائج برنامج تقييم المدارس الذي توفره دائرة التعليم والمعرفة على موقعها لاختيار أنسب المدارس، مشيراً إلى أنه كلما ارتفعت درجات التقييم لمدرسة زادت رسومها الدراسية.

وأوضح أن آلية تسجيل الطلبة بسيطة وسهلة بالحضور للمدرسة وعمل مقابلة للطفل وولي الأمر ثم امتحان قبول للطفل للتأكد من كفاءته ومستواه التعلمي ويتم حجز المقعد الدراسي برسوم وقدرها 1000 درهم، وإذا تم قبول الطالب تحول رسوم الحجز إلى رسوم للتسجيل، وإذا لم تستكمل الإجراءات لا يسترد المبلغ، مطالباً بتخفيض رسوم التسجيل إلى 500 درهم. وأكد منصور الرميثي، ولي أمر، أن مرحلة رياض الأطفال هي أسهل فترة أسجل بها أطفالي، والمدارس الخاصة تستعد مبكراً بشكل كبير لاستقبال أكبر عدد من الطلبة المستجدين، مطالباً بإعادة النظر في موضوع امتحان القبول للطلبة المستجدين.

تنمية المهارات

وأكدت أسماء النقبي، ولية أمر، أن برنامج ارتقاء الذي تنشر دائرة التعليم والمعرفة نتائجه على موقعها يسهل كثيراً على أولياء الأمور اختيار المدرسة الخاصة الأنسب لأبنائهم، مشيرة إلى أن عملية التسجيل تتم بسهولة بالذات التسجيل الإلكتروني الذي تتيحه العديد من المدارس الخاصة عبر مواقعها الإلكترونية.

وقال راشد سعود الزعابي، ولي أمر، إنه كان حريصاً في بداية فتح باب التسجيل في المدارس الخاصة على تسجيل أبنائه لأسباب عديدة منها اهتمام المدرسة الخاصة بتنمية مهارات الطالب الحياتية والشخصية والاجتماعية، إلى جانب أن المدارس الخاصة تنمي قدرات الطالب اللغوية.

المقعد الدراسي

من جانب آخر التقت «الخليج» عدداً من المسؤولين في المدارس الخاصة، الذين بدورهم أوضحوا آلية التقديم والتسجيل في مدارسهم وكيفية اختيار الطلبة الجدد أو ما هو المطلوب في حال كان طالب يرغب بالاستمرار وماهي الشروط اللازمة في المدرسة، مؤكدين ان رسوم التسجيل حدت من حجز عدد مقاعد للطالب الواحد في عدة مدارس.

وقالت أليسون ماكدونالد، مديرة مدرسة خاصة: «يبدأ تسجيل القبول في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني ويستمر حتى اكتمال المقاعد المتاحة، وتتم عملية تقديم الطلبات لدينا عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمدرسة ويمكن لأولياء الأمور الوصول إلى معلومات قبول الطلبة من خلاله، كما يتم تحميل المستندات والمعلومات من خلال نموذج الطلب، في حين أن مسؤولي القبول موجودين في المدرسة لإجراء المقابلات مع الأهالي والطلبة، ويتم تقديم تقييمات القبول للجولات المدرسية عبر الإنترنت ويمكن تحميل جميع المستندات إلكترونيًا.

التسجيل الإلكتروني

وقالت منال عزوقة، مديرة مدرسة خاصة:«فُتِحت أبواب التسجيل في بداية شهر يناير/ كانون الثاني 2024 في مدرستنا وآلية التسجيل هي تقديم طلب على الموقع الرسمي للمدرسة ومن ثم الحضور للمقابلة أو امتحان تحديد المستوى، ويختلف تسجيل الطالب المستمر عن الجديد فعلى الطالب الجديد تقديم طلب التحاق ومن ثم الحضور لامتحان تحديد مستوى أو مقابلة واجتيازها، أما الطالب المستمر فعليه فقط دفع رسوم تسجيل لحجز مقعد للعام المقبل»، مشيرة إلى أن رسوم التسجيل حدّت من تعدد حجز المقاعد للطالب الواحد في عدة مدارس.

الأولوية للإخوة

وقالت نور حسان، مسؤولة بقسم التسجيل في مدرسة خاصة:«فُتحت أبواب التسجيل للعام الأكاديمي 2024 2025، من شهر نوفمبر الماضي، والأولوية في التسجيل تكون للإخوة والأقارب لمن هم في المدرسة من ثم يتم طرح المقاعد الباقية للطلبة المستجدين».

وأضافت أن عملية اختيار الطلبة في المدرسة تتم عن طريق المدرسين المختصين.