سطروا نجاحات كبيرة للكرة الإماراتية
عموري آخرهم.. نهاية حقبة جيل الشجعان
المصدر: سيد مصطفى – دبي
يتواصل الأفول المتكرر لأعضاء جيل مميز من أجيال الكرة الإماراتية، وأكثرها موهبة وإمتاعاً، بعدما توقف عمر عبدالرحمن عن ممارسة كرة القدم على خلفية انفصاله عن الوصل خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وعدم وجود نادٍ آخر يرغب في الارتباط مع اللاعب، لتنتهي معه حقبة «جيل من الشجعان»، حققوا الكثير من النجاحات للكرة الإماراتية على صعيد المنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلقة.
كما لم يستفد عموري من لوائح اتحاد الكرة التي تمنح اللاعب الحر 21 يوماً لإبرام عقد جديد مع نادٍ آخر عقب غلق باب القيد في الانتقالات الشتوية.
وانقلبت مسيرة النجم عمر عبدالرحمن (عموري) رأساً على عقب خلال فترة وجيزة بعدما كان أفضل لاعب في قارة آسيا.
وبرز عموري عندما كان لاعباً في صفوف العين في الفترة من 2008 إلى 2018، إذ حقق خلال تلك الفترة لقب الدوري المحلي أربع مرات، وثلاثة ألقاب للسوبر، ومثلها لكأس رئيس الدولة، إضافة إلى المركز الثاني في دوري أبطال آسيا نسخة 2016، وهي السنة التي حصل فيها على جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا.
لكن بعد خروجه من نادي العين تلقى ضربة موجعة وتحديداً بعد أن احترف في نادي الهلال السعودي، الذي خاض معه ست مباريات، فقد تعرض لإصابة قوية عبارة عن قطع في الرباط الصليبي أمام فريق الشباب في الجولة السادسة من الدوري السعودي وتحديداً عند الدقيقة 12، وهي الإصابة الثالثة للاعب في المكان نفسه.
وانتقل عموري بعدها إلى نادي الجزيرة، حيث شارك معه في 24 مباراة وسجل خمسة أهداف، وغاب فترات مختلفة بسبب الإصابة، ليقرر النادي فسخ عقده بالتراضي.
واتجه اللاعب لنادي شباب الأهلي ليُكمل معه مسيرته الكروية، فلعب 13 لقاء فقط وسجل هدفين، وغاب عن الكثير من المباريات لأسباب متعلقة بالإصابة أيضاً، ليقرر النادي عدم تجديد عقده، ثم كانت محطته الأخيرة مع نادي الوصل الذي لعب معه 15 مباراة وأسهم في صناعة هدفين.
وجاءت نهاية عموري المفاجئة مع كرة القدم مشابهة للكثير من أبناء جيله الذين سطروا نجاحات كبيرة للكرة الإماراتية، كان من بينهم راشد عيسى، الذي عانى إصابات كثيرة بقطع في الرباط الصليبي تجددت ثلاث مرات، ما أفسد عليه مشواره مع الوصل، ليخوض بعدها تجربة قصيرة مع العين والنصر لم يُكتب لها النجاح المنتظر، ليتجه اللاعب إلى أندية الدرجة الأولى التي ظل يتنقل بينها حتى استقر به الحال في نادي العربي هذا الموسم.
كما لم يستمر محمد عبدالرحمن كثيراً مع الساحرة المستديرة، فبعد مسيرة ناجحة مع العين دامت 13 موسماً انتقل إلى نادي الوصل في صيف 2021 في صفقة انتقال حر، لكن مسيرته لم تدم مع «الإمبراطور» وغادر بعدها النادي دون أن يترك أي بصمة.
من جانبه اضطر عامر عبدالرحمن الذي اختير ضمن قائمة منتخب العالم في كأس العالم للشباب التي أقيمت في مصر عام 2009 لاعتزال كرة القدم نهاية موسم 2022، بعدما رفض نادي بني ياس تمديد عقده وهو بعمر 33 عاماً، بعد مسيرة بدأها في نادي بني ياس، ثم انتقل لنادي العين ومنه إلى الجزيرة قبل أن يستقر في بني ياس في آخر مراحله الكروية.
كما اضطر نجم خط الوسط خميس إسماعيل إلى الاعتزال بعد مسيرة مُظفرة على الصعيد الدولي، ومع أندية محلية أبرزها شباب الأهلي والوصل والجزيرة والوحدة، وانتهى به المطاف في نادي البطائح، حيث اكتفى باللعب معه موسماً واحداً، ليقرر بعدها إنهاء مسيرته الكروية.
وعلى الرغم من أن أحمد خليل، أحسن لاعب في آسيا عام 2015، لم يعتزل كرة القدم إلا أن مستواه في تراجع مستمر، إذ لم يتمكن على مدار ثلاثة مواسم متتالية من تسجيل أي هدف، وقاربت مسيرته مع البطائح على الانتهاء بنهاية هذا الموسم الذي يشهد انتهاء عقده مع الفريق.
داود علي: هذا الجيل تم استهلاكه في وقت زمني قليل
أكد لاعب شباب الأهلي السابق، داود علي، أن انتهاء مسيرة معظم لاعبي جيل عموري له أسباب متعددة.
وقال داود علي لـ«الإمارات اليوم» إن «لاعب كرة القدم مثل أي سلعة استهلاكية عُمرها الافتراضي مرهون بكثرة الاستخدام، وهذا الجيل خاض مباريات عدة في وقت قصير ما بين الارتباطات الدولية والمحلية، فتم استهلاكه في وقت زمني قليل للغاية، فهم لم يحصلوا على الراحة الكافية ولم تُحسن الأندية استشفاءهم بصورة سليمة، فضلاً عن الضغوط النفسية التي عانوها، خصوصاً على الصعيد الدولي، ما أسفر عن تكرار إصابتهم، ما أثر بالسلب في عودتهم بالقوة نفسها».
وأضاف: «بالطبع هذا الجيل يتحمل جانباً من المسؤولية، وهذا الجزء متعلق بالتغذية السليمة والنوم في أوقات مبكرة، وهما سمتان مهمتان للاعب كرة القدم، وإذا بحثنا في اللاعبين الذين لعبوا بعد سن الـ38 أو أكثر فسنجد أنهم التزموا بالتغذية السليمة وعدم السهر».