الخطاطة فاطمة البقالي.. رحيل بعد رحلة عطاء
توفيت الخطاطة فاطمة سعيد البقالي، بعد رحلة عطاء، وهي أول خليجية إماراتية مجازة في خطوط النسخ والثلث والديواني من تركيا، والحائزة شهادة معهد الخط العربي والفن الإسلامي بدرجة امتياز، والتي أبدعت في مجال الخط العربي منذ ما يقرب من 25 عاماً، وحازت المركز الأول في مسابقة الخط العربي لمركز الإبداع الحديث عام 2001، وجائزة العويس كأفضل عمل فني للشباب (الخط العربي)، وجائزة المرأة الإماراتية للفنون والآداب، كما شاركت في معارض وورش ومهرجانات داخل الدولة وخارجها، وتشغل الآن منصب مسؤول مركز دبي لفن الخط العربي.
وكان «ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي» قد كرمها في نسخته السادسة (نسخة الخطاط يوسف أحمد) في 2021.
فاطمة البقالي عضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، عززت موهبتها بالصقل والدراسة، عندما بدأت أولى خطواتها بتعلم أنواع الخطوط العربية، ثم البحث والدراسة في معهد الفنون بإدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تحت اسم مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، وحرصت على تلقي دورات التدريب في مختلف البلدان المتخصصة في هذا المجال.
ودائماً ما كانت تؤكد فاطمة البقالي اعتزازها بمبادرة ومكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حينما خصص لها مرسماً في بيوت الخطاطين عند إنشاء ساحة الخط العربي في الشارقة، وقد أسهم ذلك في ترسيخ تجربتها في عالم الخط وانطلاقها نحو عمل معارض خاصة ومشتركة.
وتحصلت فاطمة بعد الدورات المكثفة على الإجازة الأولى في خطّي الثلث والنسخ في عام 2008، فكانتُ أوّل فتاة خليجية تنال هذه الإجازة، كما نالت إجازتها الثانية في خطّي الديواني والديواني الجلي عام 2010، وبها كانت أول خطاطة أجيزت في هذين الخطين.
وخلال العديد من اللقاءات الإعلامية معها، أكدت زيادة تعلقها بالفن الإسلامي وفنونه الأصيلة الخالدة بشكل عام، وفن الخط بشكل خاص، حيث ترقى وتسمو بالخطاط إحساساً وإبداعاً وذوقاً وفكراً وخُلقاً، وتتبع البقالي الأسلوب الأكاديمي الاحترافي للتعلّم وتعليمه للطلبة، وهي تتطلع إلى الارتقاء بفن الخط العربي محلياً وعالمياً.
وعن كيفية اختيارها للعمل، قالت في حوار صحفي سابق: «أختار النصوص بشكل رئيسي من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والحكم والأقوال العربية والعالمية ذات المعنى البليغ، إضافة إلى الشعر العربي، أختار النص بعيني وإحساسي لتخطّه يدي، كما أكد ذلك الفيلسوف اليوناني إقليدس عندما قال: الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية.