الإمارات الوجهة الأولى لأثرياء العالم في عام 2024

تتصدر دبي، المُصنفة في المركز 21 عالميًا من حيث الثروة في عام 2024، كأغنى مدينة في الشرق الأوسط. مصدر الصورة: Umar Shariff / Shutterstock.com
يتوقع أن تحقق الإمارات رقمًا قياسيًا من حيث جذب الأثرياء الجدد، بنحو 6,700 مليونير بحلول نهاية عام 2024. وهذا بفضل سياساتها الضريبية المشجعة، وعروض نمط الحياة الفاخرة، وغير ذلك، وفقًا لتقرير صادر عن شركة (Henley & Partners).
كما تسهم عوامل عديدة في زيادة شعبية الدولة، كبرامج التأشيرة الذهبية، وموقعها الاستراتيجي واستقرارها السياسي. وبالإضافة إلى أن تدفق الأثرياء مفيد لقطاع المنتجات الفاخرة في الإمارات، فإنه يعود بالنفع أيضًا على الدولة من نواحٍ أخرى، مثل زيادة إيرادات العملات الأجنبية، ونمو سوق الأسهم، وتوفير فرص عمل جديدة.
تتصدر دبي، المُصنفة في المركز 21 عالميًا من حيث الثروة في عام 2024، كأغنى مدينة في الشرق الأوسط، بفضل زيادة عدد أصحاب الملايين بنسبة %78 خلال العقد الماضي. وفي الوقت نفسه، تضم عاصمة الإمارات، أبوظبي، 22,700 مليونير، بزيادة أكثر من %75 بين عامي 2013 و2023.
وبفضل التدفق المستمر لأثرياء الهند والشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا، فضلًا عن عدد متزايد متوقع من البريطانيين والأوروبيين، يتوقع أن تستقطب الإمارات نحو ضعف عدد الأثرياء مقارنة بأقرب منافس لها؛ إذ من المتوقع أن تشهد أميركا، التي تحل ثانيًا في جذب الأفراد الذين تتجاوز ثرواتهم 1 مليون دولار (HNWIs) تدفقًا قدره 3,800 مليونير في عام 2024.
إلى جانب ذلك، تكتسب بعض الوجهات الأخرى زخمًا متزايدًا، مثل سنغافورة الجاذبة للثروات بفضل استقرارها السياسي، واقتصادها القوي، وبيئة الأعمال الداعمة، لتحتفظ بالمرتبة الثالثة مع توقع جذبها 3,500 مليونير جديد. كذلك تعد كندا وأستراليا من الخيارات التقليدية المفضلة، إذ تحتلا المركزين الرابع والخامس على التوالي، ويتوقع أن تستقبلا 3,200 مليونير، و2,500 مليونير على التوالي، بفضل جودة الحياة العالية، وقوة الاقتصاد، ومهارة القوى العاملة.
ولا تزال العديد من الدول الأوروبية تحظى بشعبية كبيرة عبر تدفق الثروات، بما فيها الوجهات المفضلة مثل إيطاليا التي قد تستقبل أكثر من 2,200 مليونير جديد، وسويسرا بنحو 1,500 مليونير جديد، واليونان بنحو 1,200 مليونير جديد، والبرتغال بأكثر من 800 مليونير جديد. وتعد اليابان أيضًا من بين أول 10 دول، مع توقع تدفق 400 مليونير جديد، بسبب انتقال الأثرياء الصينيين إلى طوكيو بعد الجائحة، وفقًا للتقرير.
مع ذلك، قد تواجه دول أخرى هجرة الثروات، كالصين التي يتوقع لها أكبر هجرة جماعية للأثرياء، حيث من المقرر أن يغادرها 15,200 مليونير بحلول نهاية العام، مقارنة بـ13,800 مليونير في عام 2023. وتأتي المملكة المتحدة، التي كانت سابقًا إحدى الوجهات الرئيسية للأثرياء عالميًا، في المرتبة الثانية من حيث الهجرة الجماعية للثروات، مع خسارة صافية متوقعة تبلغ 9,500 مليونير، حيث أسهم خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، في هجرة الأثرياء.
ومن المتوقع أن تفقد الهند 4,300 مليونير هذا العام، لتتراجع من المرتبة الثانية إلى الثالثة. ولأنهم يرغبون بتحسين جودة حياتهم، يفضل أثرياء الهند الانتقال إلى الخارج، بحثًا عن بيئات أفضل وأكثر أمانًا، والحصول على رعاية صحية وفرص تعليمية أفضل.
ويتوقع أيضًا أن تشهد كوريا الجنوبية، التي تحل رابعًا، ارتفاعًا في عدد الأثرياء الذين يغادرون البلاد، مع توقع فقدان 1,200 مليونير هذا العام، مقارنة بـ800 مليونير في العام الماضي. في الوقت نفسه، تناقصت هجرة أثرياء روسيا التي بدأت مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ يتوقع أن يغادرها ألف مليونير فقط في عام 2024، مقارنة بتدفقات الهجرة الفعلية البالغة 8,500 مليونير في عام 2022، و2,800 في عام 2023.
على الرغم من أن الإمارات أصبحت الوجهة المفضلة للأثرياء، يظل مشهد هجرة الثروات متغيرًا باستمرار، في ظل تغير العوامل الاقتصادية والسياسية وتشكل اتجاهات جديدة، مما قد يخلق فرصًا لظهور وجهات غير متوقعة في السنوات القادمة.