احذرْ من الاستحمام بالماء الساخن بعد الأكل مباشرة.. “دوخة غثيان وإغماء”
حذّر خبراء من عواقب قيام بعض الأشخاص بالاستحمام بالماء الساخن بعد الأكل مباشرة، كوسيلة مريحة للاسترخاء.
وتحدّثوا عن ضرورة الانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقلّ بعد الأكل قبل الاستحمام بالماء الساخن.
وأشار الخبراء، وفق صحيفة “ميرور”، إلى آثار الاستحمام بعد الطعام مباشرة، وفي مقدمتها تحويل تدفق الدم؛ حيث إنه وبعد تناول الطعام يحول الجسم تركيزه إلى الهضم؛ الأمر الذي يتطلب زيادة تدفق الدم إلى المعدة والأمعاء؛ ما يوفر الأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاجها أعضاء الجهاز الهضمي لتكسير الطعام بكفاءة. وكلما زاد الدم الموجّه إلى المعدة كان أداء الجهاز الهضمي أفضل.
وأضاف الخبراء: مع ذلك عندما تستحمّ بالماء الساخن، تتسبّب الحرارة في تمدُّد الأوعية الدموية، وخاصة بالقرب من الجلد؛ ما يؤدي إلى توسعها وتدفق المزيد من الدم إلى سطح الجلد للمساعدة في تبريده.
ولفتوا إلى أنه في حين أنّ هذه استجابة طبيعية، إلا أنّها يمكن أن تقلّل من كمية الدم المتاحة لعملية الهضم الصحيحة. ونتيجة لذلك قد لا يعمل الجهاز الهضمي بكفاءة، كما أن إعادة توزيع الدم قد تجعل الشخص يشعر بالخمول أو الامتلاء المفرط؛ حيث تكافح المعدة لإدارة الهضم دون إمداد كاف من الدم.
وتناول الخبراء تأثيرًا آخر هو إبطاء الهضم؛ حيث يمكن للتأثير المريح للماء الساخن أن يبطئ عملية الهضم أيضًا؛ فعندما يتعرّض جسمك للحرارة تسترخي العضلات، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يقلّل هذا من سرعة معالجة الطعام؛ ما قد يتسبّب في تأخر إفراغ المعدة، ويؤدي ذلك إلى الانتفاخ، فمع بقاء الطعام في المعدة لفترة أطول، يمكن أن تتراكم الغازات؛ ما يسبّب شعورًا غير مريح بالامتلاء أو الانتفاخ، وكذلك عسر الهضم؛ حيث قد تعاني من أعراض مثل حرقة المعدة إذا ارتدّ حمض المعدة إلى المريء بسبب تأخر الهضم، إضافة إلى الغثيان؛ حيث يمكن أن تؤدي الحركة البطيئة للطعام في بعض الأحيان إلى الغثيان، خاصة بعد تناول وجبة ثقيلة أو دهنية.
وشدَّدوا على ضرورة الانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقلّ للاستحمام بعد تناول الطعام، بحيث يمكن للجسم التركيز على تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي بكفاءة أكبر؛ ما يساعد على منع هذه الأعراض المزعجة.
وحذّر الخبراء من خطر الدوخة أو الغثيان؛ حيث يمكن أن يسبّب الاستحمام بالماء الساخن انخفاضًا مؤقتًا في ضغط الدم؛ حيث تعمل الحرارة على توسيع الأوعية الدموية؛ ما يسمح للدم بالتجمع في الجلد ويقلّل من ضغط الدم الإجمالي؛ الأمر الذي يخلق نقصًا في الدم في أماكن أخرى من الجسم، بما في ذلك الدماغ، ويمكن أن يؤدّي هذا إلى الدوخة؛ حيث إنه مع انخفاض ضغط الدم يمكن أن يؤدي تدفق الدم غير الكافي إلى الدماغ إلى الدوخة أو الدوار، خاصة إذا وقفت بسرعة أو تحركت فجأة أثناء الاستحمام، كما يمكن أن يحدث الغثيان؛ فقد يؤدي انخفاض ضغط الدم أيضًا إلى الغثيان، خاصة عندما يعمل الجسم بالفعل بجدّ لهضم الطعام وتنظيم درجة الحرارة، وقد ينجم كذلك الإغماء “في حالات نادرة”؛ حيث إنه إذا كان انخفاض ضغط الدم كبيرًا، فقد يحدث الإغماء، على الرغم من أن هذا غير شائع.