الضغط أرهق العين.. وكريسبو ليس المسؤول الوحيد
رياضيون يشدّدون على أن «الإنتركونتيننتال» بحاجة للاعبين أصحاب خبرات طويلة.. ويؤكدون:
المصدر: سيد مصطفى ومعاذ كمبال – دبي والعين
أكد رياضيون أن التراجع الحاد في نتائج فريق العين وفي أدائه في المسابقات المحلية والقارية والدولية مسؤولية مشتركة، بداية من المدرب مروراً باللاعبين، وانتهاء بالإدارة، مشددين على أن الأرجنتيني هيرنان كريسبو، ليس السبب الوحيد وراء ما يمر به «الزعيم» في الوقت الحالي، مشيرين إلى أن تراجع أداء نجوم الفريق يعود لضغوط نفسية، كما أن الصفقات الجديدة التي أبرمها النادي في الانتقالات الصيفية تنقصها الخبرة.
وكانت الأنظار مصوبة على العين الذي يخوض الموسم الحالي بصفته بطلاً لقارة آسيا، في أن ينافس نفسه بنفسه في كل المسابقات التي يشارك فيها، إلا أنه خالف التوقعات حتى الآن، وظهر بمستوى ضعيف في أغلب المباريات، كما أن نتائجه جاءت متذبذبة، ما كلفه الخروج من كأس القارات (إنتركونتيننتال)، بعد الخسارة أمام الأهلي المصري بثلاثية نظيفة.
ومنذ بداية الموسم الحالي خاض فريق العين 13 مباراة، حقق خلالها ستة انتصارات، مقابل أربع هزائم، وثلاثة تعادلات، إذ يحتل حالياً الفريق المركز قبل الأخير في بطولة النخبة الآسيوية، برصيد نقطة واحدة، كما ابتعد خطوات عن المنافسة على لقب دوري أدنوك للمحترفين، بوجوده في المركز السادس على جدول الدوري، برصيد ثماني نقاط فقط، في خمس مباريات خاضها حتى الآن.
وأجرت «الإمارات اليوم» استطلاعاً حول أسباب تراجع مستوى العين ونتائجه في الموسم الحالي، إذ أكد 39% من المشاركين أن المسؤولية تقع على كريسبو، فيما اعتبر 37.9% السبب في هبوط أداء نجوم الفريق، وحمّل 12.1% المسؤولية لضعف التعاقدات، و10.3% صوتوا على أن السبب يكمن في ضغط المباريات.
الصفقات الجديدة
من جهته، قال حارس العين السابق وليد سالم: «أبرم العين صفقات مع لاعبين صغار السن بحاجة إلى مزيد من الوقت لاكتساب الخبرات».
وأضاف: «علينا أن نعترف بأن بطولات بحجم دوري أبطال آسيا وبطولة (إنتركونتيننتال)، بحاجة للاعبين من أصحاب الخبرات الطويلة القادرة على أن تُقارع الفرق الكبيرة التي تواجهها، وهذا ربما يكون أثر بعض الشيء في النتائج التي تحققت في هاتين البطولتين تحديداً».
وتابع: «من الطبيعي أن يكون لدى الجمهور تحفظات على الانتدابات التي تمت في بداية الموسم الحالي، لكن في النهاية لا يوجد شيء مضمون في كرة القدم، قد تأتي بأسماء لامعة ولا تنجح معك، وقد يحدث العكس، في الأخير لكل شخص وجهة نظره، قد تُصيب أو تُخطئ».
وأوضح: «بالتأكيد نادي العين أو أي نادٍ آخر لا يستطيع أن يُحرز لقب البطولات الخمس التي يُشارك فيها، فإدارة كل نادٍ لها رؤية خاصة في البطولات التي ترغب في تحقيقها، والبطولات التي تُنافس عليها أو تُخطط لإحراز لقبها، لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن نضغط على الفريق والإدارة بإحراز لقب كل بطولة تُشارك فيها، لأن هذا أمر لم ولن يحدث».
وأكمل: «حتماً، ستكون هناك مراجعة من جانب المعنيين عن شؤون كرة القدم في النادي، لما حدث في الفترة الماضية للوقوف على السلبيات والإيجابيات التي تخص الفريق، ولا يعني توديع بطولة (إنتركونتيننتال)، أن العين قد خرج من موسمه خالي الوفاض، إذ لاتزال حظوظه كبيرة في بقية الاستحقاقات التي يخوض غمارها حالياً، ولا يعني وجود العين في المركز قبل الأخير في بطولة آسيا النخبة أنه فقد حظوظه في الترشح للدور الثاني، لأن هناك خمس مباريات مازالت متبقية في مشوار المرحلة الأولى و(الزعيم) قادر على جمع النقاط التي تضمن تأهله».
وختم: «بطولة الدوري بحاجة لنفس طويل، وابتعاد العين بفارق 10 نقاط عن شباب الأهلي أمر يُمكن تعويضه مع المواجهات المنتظرة بين الفريقين، ومع وجود مباراة مؤجلة ضد اتحاد كلباء».
هيرنان كريسبو
وكانت مجموعة من جماهير فريق العين تحدثت لـ«الإمارات اليوم» في مقطع فيديو عقب نهاية مباراة الأهلي المصري، عبرت خلاله عن غضبها من طريقة إدارة المدرب هيرنان كريسبو للمباراة وحملته المسؤولية، وقالت إنه «أصبح لا يعرف أن يرتب الأوراق»، وذهب آخرون إلى أن «الفريق فقد شخصيته مع كريسبو في الموسم الحالي».
وقال المشرف السابق على فريق الكرة في نادي الإمارات المحلل الرياضي خليفة باروت، إن «نادي العين يستحق مدرباً أفضل من هيرنان كريسبو».
وأضاف: «العين لم يكن في مستواه منذ بداية الموسم، وإذا استثنينا مباراة الهلال في دوري أبطال آسيا للنخبة، فإن الأداء كان ضعيفاً، ولم يكن هذا الفريق الذي نعرفه جميعاً».
وأوضح: «قد تكون هناك أمور تخفى عن متابعي الفريق من خارج النادي، لكن الواضح أن (الزعيم) يُعاني مشكلات فنية على مستوى خط الدفاع، بعضها يتحمل مسؤوليته المدرب، والآخر عائد للصفقات والتي تُعد أقل بكثير من مستوى نادٍ بحجم العين».
وتابع: «صحيح أن كريسبو قاد العين لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، لكن هذا اللقب لا يشكل درعاً واقية له من النقد، لأن الفرق الكبيرة بحجم العين لا يتوقف طموحها على لقب مهما كانت قيمته ومكانته الطبيعية في أن يكون منافساً على كل الألقاب».
وأيّد خليفة باروت وجهة نظر أغلب جماهير العين، التي تُطالب بإقالة كريسبو من منصبه، والتعاقد مع مدرب من أصحاب الأسماء الكبيرة، وقال: «من حق الجماهير أن تبحث لناديها عن الأفضل، خصوصاً أن وقفتها مع الفريق في كل مبارياته، سواء داخل الدولة أو خارجها، يشهد لها الجميع، وقد قدمت للمدرب وللاعبين كل أشكال الدعم».
وأوضح: «عندما نرى المستوى الذي ظهر عليه الفريق في مباراة الأهلي ببطولة (إنتركونتيننتال)، وطريقة تحضير الفريق لهذه المواجهة، وعدم تدخل المدرب لوقف أفضلية الفريق المصري أو لتعديل النتيجة، لا يمكن لأحد أن يلوم الجمهور على نفاد صبره، خصوصاً أنها جاءت بعد عروض ونتائج مُخيبة في بطولتي آسيا ودوري أدنوك للمحترفين».
تراجع أداء النجوم
بدوره، أكد سابع هدافي نادي العين التاريخيين في مسابقة الدوري سيف سلطان، أن «تراجع أداء نجوم الفريق خلال الفترة الحالية يعود إلى ضغوط نفسية، ومن المهم على الجماهير الوقوف خلف اللاعبين والمدرب من أجل تجاوزها»، مشيراً إلى أن «اللاعبين في حاجة ماسّة إلى الدعم المعنوي، حتى يستعيدوا قدراتهم مجدداً».
وقال: «اللاعبون يمرّون بحالة هبوط مستوى، ويجب عليهم أن يكونوا أكثر احترافية، وعلى المدرب هيرنان كريسبو أن يستغل كل الأوقات من أجل إعادة تهيئتهم»، مشدداً على ضرورة عدم إلقاء اللوم على اللاعبين.
ضغط المباريات
أما مدرب اللياقة، البرازيلي فابيو إدوارد، الذي عمل في عدد من الأندية في الدولة، فقال إن «روزنامة المباريات الضاغطة التي واجهها نادي العين بخوض ستة لقاءات قوية خلال شهر واحد، شكّلت عبئاً ثقيلاً للغاية على الفريق، ومن الواجب التعامل مع اللاعبين على أنهم بشر، وليسوا روبوتات».
وقال إن «ضغط المباريات لا يؤثر في الناحية البدنية فحسب، وإنما في العقلية كذلك، وذلك يلقي بظلاله على أداء اللاعبين، وهو ما يؤثر في النهاية في خيارات المدرب الذي يجد نفسه مضطراً للتضحية ببعض المباريات، واللجوء إلى التدوير في مباريات، من أجل منح الأساسيين فرصة لالتقاط الأنفاس».
وأضاف: «الروزنامة الضاغطة أثرت في الفريق، ولا ننسى كذلك ساعات السفر لخوض المباريات، هو أمر مرهق للغاية».