الأسواق تستبق «الجمعة البيضاء» بعروض تخفيضات مبكّرة
بنِسَب خصومات تصل إلى 70%.. ومستهلكون يطالبون بشمول الملابس الشتوية والموديلات الجديدة
المصدر: عبير عبدالحليم – أبوظبي / أحمد الشربيني – دبي
طرحت منافذ بيع لتجارة التجزئة عروضاً مبكرة للتخفيضات، استبقت فيها فعاليات سنوية تقام عادة في الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، وتعرف بـ«الجمعة البيضاء»، فضلاً عن تخفيضات (11/11)، أو «تخفيضات يوم العزاب»، وذلك بعد أن اعتادت المحال طرح تخفيضاتها منتصف شهر نوفمبر أو بعد ذلك.
ورصدت جولة ميدانية لـ«الإمارات اليوم» في عدد من مراكز التسوق التجارية و«المولات»، تسمية بعض المحال للعروض الاستباقية بـ«عروض الأربعاء البيضاء»، في وقت اشتملت التخفيضات على ملابس، وأحذية، وأثاث ومفروشات، وديكور، فضلاً عن إلكترونيات، وأدوات منزلية وإكسسوارات نسائية خفيفة، وسلع غذائية، فيما وصلت نسب التخفيضات إلى 70%.
كما طرحت بعض المحال المشاركة عروضاً بقيم تبلغ 10 و20 و30 درهماً على بعض القطع، فضلاً عن عرض «اشترِ قطعةً واحصل على الثانية مجاناً»، و«اشترِ قطعتين واحصل على الثالثة مجاناً»، و«اشترِ قطعتين واحصل على قطعتين مجاناً».
بدورهم، اعتبر مستهلكون عروض التخفيضات المبكرة من المظاهر الإيجابية في الأسواق، خصوصاً مع تمديد عدد كبير منها حتى فعاليات «الجمعة البيضاء» نهاية نوفمبر الجاري، ما يتيح فرصاً للتسوق بأسعار مناسبة.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن التخفيضات تتزامن مع بداية الشهر الجديد، وصرف الرواتب، لكنهم انتقدوا تركيز نسبة من التخفيضات على «موديلات» قديمة، لاسيما من الملابس، والأدوات المنزلية والمفروشات، والإلكترونيات، مقترحين تضمين الملابس الشتوية والموديلات الجديدة بالتخفيضات، نظراً إلى ارتفاع أسعارها.
وتفصيلاً، قال المستهلك حسن هاشم: «تعدّ العروض المبكرة للتخفيضات التي بدأت معظمها مع بداية نوفمبر الجاري، من المظاهر الإيجابية التي تنعكس بشكل مفيد على العائلات».
بدوره، قال المستهلك عمار عبدالرحيم: «التخفيضات الحالية مفيدة للمستهلكين، خصوصاً مع انضمام عدد من منافذ البيع إليها بشكل تدريجي، ومع الإعلان عن العديد من الفعاليات، ومن أبرزها (يوم العزاب)، و(الجمعة البيضاء) التي تنطلق في نهاية نوفمبر».
أما المستهلكة منى راشد، فلفتت إلى أن العروض المطروحة بشكل مبكر خلال الفترة الحالية تتضمن نسب تخفيضات مناسبة، ما أتاح شراء مستلزمات العائلات بأسعار مخفضة، مشيرة إلى أن متجر أحذية عرض تخفيضات لم يطرحها خلال موسم العودة للمدارس.
في السياق نفسه، قدم المستهلك إبراهيم خالد، وجهة نظر أخرى، بقوله إن منافذ البيع تقلل من عروض التخفيضات في المواسم التي يحتاج فيها المستهلكون إلى الشراء، مثل موسم العودة إلى المدارس، لكنها تطرح تخفيضات عندما تحتاج إلى زيادة مبيعاتها، وهو ما يحدث حالياً من خلال عروض تستبق «الجمعة البيضاء».
أما المستهلك هادي القاسم، فقال: «طرحت محال تجارية كبرى تخفيضات مبكرة تستبق (الجمعة البيضاء) التي توافق الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر عادة، بخلاف المعتاد»، لافتاً إلى أن معظم المحال اعتاد طرح تخفيضاته في النصف الثاني من نوفمبر كل عام.
وأضاف: «تراوح نسب التخفيضات بين 25 و70%، وشملت سلعاً مختلفة، أبرزها الملابس، والأحذية، والأثاث والمفروشات والديكور»، مشيراً إلى أن التخفيضات المبكرة تتيح للعائلات الحصول على احتياجاتها بأسعار مناسبة، وأوقات مرنة، لاسيما أنها تمتد إلى نهاية نوفمبر الجاري.
وانتقد القاسم في الوقت نفسه تركيز العديد من المحال على طرح تخفيضات على موديلات قال إنها «قديمة»، خصوصاً من الملابس والأحذية والأثاث، واستبعاد الموديلات الجديدة. كما طالب بتضمين الملابس الشتوية في التخفيضات، لتحقيق أقصى استفادة، لاسيما أن أسعار الموديلات الجديدة والملابس الشتوية مرتفعة الثمن.
من جهتها، قالت المستهلكة مريم محمد، إن محال تجارية عدة طرحت تخفيضات مبكرة بخلاف ما كان معتاداً خلال السنوات الماضية، عندما كان الطرح منتصف نوفمبر أو بعده.
وذكرت أن نسب التخفيضات المبكرة تراوح بين 25 و70%، وتتزامن مع بداية الشهر وصرف الرواتب، فضلاً عن طرح قطع بأسعار تبلغ 10 و20 و30 درهماً من ملابس وأدوات منزلية.
وانتقدت كذلك تجاهل العديد من المحال طرح موديلات جديدة وملابس شتوية، مؤكدة أهمية تضمينها في التخفيضات لتحقيق استفادة أكبر.
واتفقت المستهلكة علياء البكري في أهمية التخفيضات المبكرة، فضلاً عن طرح عروض «اشترِ قطعة واحصل على الثانية مجاناً»، أو «اشترِ قطعتين واحصل على الثالثة مجاناً»، و«اشترِ قطعتين واحصل على قطعتين مجاناً». وطالبت بالتركيز على الموديلات الجديدة، لاسيما الإصدارات الجديدة من الأجهزة الإلكترونية التي تكون عادة مرتفعة الثمن، وشمول الملابس الشتوية فيها.
إلى ذلك، قال مسؤول المبيعات في سلسلة منافذ بيع لتجارة الملابس في دبي، محمد بشير، لـ«الإمارات اليوم»: «ترجع العروض حالياً إلى ارتفاع سياسة التنافسية لدى المتاجر، وهو ما جعلها تطرح عروضاً مبكرة بدلاً من انتظار الفعاليات الخاصة بـ(يوم العزاب)، و(الجمعة البيضاء)».
من جانبه، قال مدير المبيعات في سلسلة متاجر للأحذية، ديليب بيجوي: «اعتادت منافذ البيع خلال العام الماضي، طرح تخفيضاتها قبل الفعاليات المعروفة لدى المستهلكين بأيام، لكن التبكير بطرح التخفيضات كما في العام الجاري، فيرجع إلى رغبة منافذ البيع بالحصول على حصص سوقية أكبر من المبيعات».
بدوره، أكد المدير المسؤول في منفذ بيع، عرفان إسماعيل، أن طرح بعض منصات التجارة الإلكترونية الرئيسة تخفيضات مبكرة لـ(الجمعة البيضاء) زاد من المنافسة في السوق، ودفع المحال لتعجيل طرح التخفيضات قبل موعدها الذي يوافق عادة في 29 نوفمبر الجاري.
وأضاف إسماعيل: «ستطرح محال عدة المزيد من التخفيضات، شاملة بعض الموديلات الجديدة والملابس الشتوية بشكل تدريجي مع قرب حلول (الجمعة البيضاء)، لاسيما مع اشتداد المنافسة في السوق، وانضمام بقية منصات التجارة الإلكترونية للتخفيضات تباعاً».
واتفقت مسؤولة المبيعات في محل تجاري، إريكا كارل، مع إسماعيل، مؤكدة أن طرح عدد من منصات التجارة الإلكترونية تخفيضات مبكرة، فضلاً عن قوة المنافسة بين المحال، دفعتا المحال في مراكز التسوق التجارية إلى التخفيضات المبكرة.
وأضافت أن التخفيضات مستمرة في العديد من المحال حتى نهاية نوفمبر الجاري وأوائل ديسمبر المقبل، ومن المنتظر أن تطرح تخفيضات على عدد كبير من القطع، تتضمن المزيد من الملابس الشتوية، والموديلات الجديدة، مع اقتراب موعد «الجمعة البيضاء».
تصريف مخزون
قال خبير شؤون تجارة التجزئة، إبراهيم البحر، إن «ارتفاع حدة التنافسية بين منافذ تجارة التجزئة، يرفع من كثافة العروض المطروحة بمعدلات أكبر من مثيلاتها خلال الأعوام الماضية، خصوصاً مع توجه منافذ البيع لتصريف مخزون المنتجات قبل انتهاء العام، والحصول على حصص مبيعات مرتفعة».