كونغرس الإمارات للتبرع وزراعة الأعضاء.. التأمين الصحي يغطي عملياتها قريباً
المصدر: دبي – شيرين فاروق
كشف الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، أن تغطية التأمين الصحي لعمليات التبرع بالأعضاء وزراعتها ستدخل حيز التنفيذ الفعلي قريباً، بعد أن تم الاجتماع مع كبرى شركات التأمين في الدولة والحصول على موافقاتها.
وهو الأمر الذي سيخفف من تكاليف هذا النوع من العمليات، منوهاً إلى أن «التبرع بالإيثار» الذي يقصد به التبرع بين أشخاص لا تربطهم صلة قربى، وبهدف إنساني ، سيدخل أيضاً حيز التنفيذ خلال الفترة المقبلة بالتدريج.
جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات كونغرس الإمارات السنوي للتبرع وزراعة الأعضاء 2024، أمس في دبي، والذي تنظمه وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي وهيئة الصحة بدبي ويسلط الضوء على البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، ويستمر أربعة أيام بمشاركة 8000 خبير ومختص بشكل حضوري أو عن بُعد من ممثلي الجهات الصحية والمعنية الحكومية والقطاع الصحي الخاص ومن مختلف دول العالم، ضمن جلسات نقاشية وعروض تقديمية ومحاضرات متنوعة.
حلول مبتكرة
ويناقش المتحدثون ضمن جلسات علمية متعددة تستمر 4 أيام أهمية التبرع وزراعة الأعضاء في خفض حالات الفشل العضوي المزمن والحلول المبتكرة للتحديات، ومخرجات زراعة الأعضاء وأثرها في تحسين جودة الحياة للمتلقين للأعضاء والتقليل من عبء الأمراض المزمنة، وأهمية التعليم وبناء الكفاءات في مجالات التبرع وزراعة الأعضاء والخبرات والتعاون الإقليمي والدولي في المجال.
ويستعرض المؤتمر البرنامج الوطني «حياة»، تحت مظلة وزارة الصحة ووقاية المجتمع الذي حصل على تقييم أفضل وأسرع برنامج تطوراً ونمواً بالعالم، وذلك بناءً على مؤشر تحسن الأداء وارتفاع نسبة المتبرعين، بعد الوفاة لكل مليون نسمة. وما حققته الإمارات من ريادة عالمية في نمو التبرع وزراعة الأعضاء بنسبة بلغت 417 % خلال آخر خمس سنوات.
وذلك بحسب نتائج مؤتمر الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء في الولايات المتحدة. إلى جانب التقدم المنجز في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين والمقيمين في الدولة والازدياد في أعداد المتبرعين، بصفته عملاً إنسانياً نبيلاً، يعكس قيم الاستدامة ويعزز تحقيق مستهدفات مؤشر جودة الحياة.
قيم وثقافة
وأكد عبدالله أهلي وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة حرص الوزارة والجهات الصحية على تعزيز قيم وثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع، من خلال إطلاق حملات مجتمعية وتنظيم المؤتمرات والفعاليات الدولية، وذلك في إطار سعيها لإيجاد حلول مستدامة للمرضى،.
وخصوصاً المصابين بالسرطان وأمراض القلب والفشل الرئوي والتليف الكبدي والفشل الكلوي، انطلاقاً من أن زراعة الأعضاء تؤدي إلى الشفاء التام وتحسين جودة الحياة. مشيراً إلى أن البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء هو برنامج إنساني للتشجيع على التبرع بالأعضاء، باعتباره موقفاً بطولياً يجسد معنى الإنسانية ويعطي فرصة حياة جديدة، كما يؤكد الثقافة الراسخة للتبرع بالأعضاء بين أفراد المجتمع.
من جانبه، قال الدكتور راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «تواصل أبوظبي تعزيز إمكاناتها في التبرع وزراعة الأعضاء من خلال العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء في مختلف أنحاء الإمارات تحت مظلة البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» للحفاظ على صحة وسلامة المجتمعات، مرسخة مكانتها وجهة رائدة للرعاية الصحية عالمياً.
كما نؤمن بأهمية حشد الجهود العالمية للمضي في تعزيز التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية التي تتطلب تكاتفاً أممياً لتوسيع شبكات وسجلات المتبرعين بالأعضاء والمحتاجين إليها وكذلك تبادل المعارف والخبرات بين الكوادر الطبية، وهو ما نتطلع إلى أن يُسهم هذا الحدث المهم في تحقيقه»بدوره، قال الدكتور مروان الملا المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، إن دولة الإمارات نجحت في أن يكون لها منهجيتها الخاصة في التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
وذلك من خلال حزمة التشريعات والضوابط والإجراءات المنظمة، وأيضاً البرنامج الوطني «حياة»، الذي يدعم مفهوم التبرع بالأعضاء والمرتبط بمنظومة القيم التي يتسم بها مجتمع الإمارات، أضف إلى ذلك الإمكانيات المتاحة والتجهيزات الطبية الأحدث عالمياً، والبيئة الصحية المتميزة، وغيرها من مقومات نجاح دولة الإمارات وتميزها في هذا المجال الصحي الحيوي.
وتشمل محاور المؤتمر معالجة التحديات والفرص المتعلقة بالتبرع بالأعضاء بين الأحياء وأيضاً بعد الوفاة، والتي تتضمن استراتيجيات من شأنها زيادة معدلات التبرع ومناقشة الاعتبارات القانونية والأخلاقية المترافقة معه، إلى جانب تعزيز آفاق التعاون بين المتخصصين في الرعاية الصحية من جهة والمؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية من جهة أخرى واستعراض تجارب الدول المختلفة في المجال.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، أن البرنامج يؤسس للتمكين في المجتمع للتبرع من غير الأقارب، في ظل وجود لجنة وزارية تم تشكيلها لدراسة أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن، كما أنه تمت استضافة متبرعين بالإيثار من دول أخرى للاستفادة من تجاربهم.
ولفت العبيدلي إلى أن التبرع بالإيثار يكون غير موجه، بمعنى أن المتبرع لا يعرف المتلقي، ويشمل جميع أنواع الأعضاء التي أقرها القانون، ويخضع المتبرع والمتلقي لفحوصات طبية دقيقة وسيكون هناك طبيب لكل طرف من الأطراف لتوفير الحيادية اللازمة.
حيث سيقوم البرنامج بتوجيه هذا التبرع للمستحقين، لافتاً إلى أن هذا النوع من التبرع يتوجب القيام بعدد من الإجراءات بالتبرع التبادلي، وأنه حالياً تتم دراسة التجارب المختلفة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال.
7 مستشفيات
وأشار العبيدلي إلى أن هناك 7 مستشفيات مؤهلة لنقل الأعضاء في الدولة متخصصة في الأعضاء المختلفة، وأنه يوجد تنسيق دائم ومستمر، وفيما يتعلق بقائمة الانتظار من قبل المستحقين لنقل الأعضاء، لفت إلى أن جميع الأشخاص المسجلين على غسيل الكلى مؤهلون للزراعة إلا إذا كان هناك مانع طبي، وحالياً يتم توحيد قائمة الانتظار.